“أطفال الخيريات”.. علامات تمييز “تدين” مراكز اجتماعية ومديرية التعليم بفاس

تقف سيارة تشبه سيارة إسعاف بعبارات مكتوبة بالأحمر الواضح تشير إلى أن الأمر يتعلق بمؤسسة خيرية، لما يقرب من أربع مرات في اليوم أمام إحدى المؤسسات التعليمية الابتدائية العمومية بالنفوذ الترابي لمقاطعة سايس، لنقل تلاميذ يتابعون دراستهم في هذه الابتدائية.

السيارة غير العادية بالعلامات المميزة تثير اهتمام الجميع، العشرات من الأمهات والآباء الذين يقفون كل يوم في طوابير أمام المؤسسة لمرافقة أبنائهم، وحتى المارة الذين يقفون لمتابعة الوضع و”التلصص” على هؤلاء التلاميذ الذين يعانون من الهشاشة وتزيدهم العلامات المميزة للسيارة التي تنقلهم إلى المدرسة، هشاشة، بينما يغادرون مطأطئي الرؤوس ومسرعين للدخول إلى حيث الهروب من النظرات الغريبة لمجتمع لا يرحم.

مجموعة من الأطر التربوية بهذه المؤسسة التعليمية قالوا إنهم سبق لهم أن نبهوا إلى أهمية إزالة العلامات المميزة على السيارة التي تنقل هؤلاء الأطفال، وذلك في سياق العمل على ضمان النجاعة في مجهودات حمايتهم، وضمان النمو السليم لهم وسط بيئة اجتماعية صعبة. لكن “نصائحهم” ووجهت بالتجاهل

. وذكرت المصادر بأن هذا الوضع يتطلب تدخلا حازما من قبل مديرية التعليم، وبالتنسيق مع السلطات الإقليمية، لأنه من غير المقبول أن تظلم الحياة هذه الفئة، ويتم تكريس الظلم في حقهم بعبارات مميزة في سيارات، مع أنه يمكن الاستغناء عن هذه العلامات التي لا تقدم أي قيمة مضافة لمجهودات الرعاية التي يتم القيام بها.

وتساءلت مصادر جريدة “الديار” عن الأسباب الكامنة وراء إصرار هذه الأطراف على نقل هؤلاء الأطفال في سيارات “إسعاف” مثيرة للانتباه، وتتضمن عبارات تمييز واضحة تشير إلى أن الأمر يتعلق بأطفال مؤسسة خيرية. وأوردت المصادر بأن المجهودات التربوية التي يتم بذلها من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال على الاجتهاد لا يمكنها أن تؤتي أكلها في ظل وجود مثل هذه العلامات المميزة، والتي ستدفع التلاميذ المعنيين مع مرور الوقت إلى العزوف عن الدراسة، والانزواء، وربما القيام بردود فعل مناوئة لمجهودات الحماية.