الموت يفجع عاملات “سيكوميك”.. جنازة غير عادية في مكناس
بكت وبحرقة العشرات من العاملات التابعات لشركة سيكوميك بمكناس، واللواتي يواجهن التشرد، اليوم الثلاثاء، عاملة وافتها المنية، قبل أن تنفرج أزمة هذا الملف الاجتماعي الذي زرع الاحتقان في المدينة. وسارت العشرات من العاملات في مسيرة جماعية صامتة لحضور مراسيم دفن حنان السريطي التي توفيت يوم أمس الإثنين. واستعرضت العاملات محنتهن مع إدارة الشركة، وتجاهل السلطات لمحنتهن، وتهرب كل الفاعلين في تنفيذ التزامات سبق لإدارة الشركة أن قدمتها لهن.
وعبرت العاملات عن تشبثهن بحقهن في تحقيق الإنصاف في هذا الملف. وقالت بعض المحتجات إنهن صدمن لهول الفاجعة، لكنهن أردفن بأنه لا راد لقضاء الله وقدره.
وأمضت العاملة التي لبن نداء ربها ما يقرب من 30 سنة عملا لدى هذه الشركة، قبل ان تجد نفسها وهي في مقتبل العمر تواجه الضياع، دون أي تطبيق للحد الأدنى مما تنص عليه قوانين الشغل، ودون أن يتم إنصافها وهي على قيد الحياة. وعبرت العاملات على أنهن سيواصلن المسار من أجل انتزاع حقوقهن المشروعة، ولن ينال منهن التجاهل والاستهتار.
وأبدت عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية والنقابية بالمدينة استياءها جراء وضعية هؤلاء العاملات اللواتي أفنين زهرة شبابهن وهن عرضة لـ”الاستغلال” و”الاستنزاف” قبل أن يتخلى عنهن صاحب الشركة، بدون رأفة ولا شفقة، ولا حد أدنى من الحقوق التي تحفظ الكرامة. واضطررن للخروج إلى الشارع للاحتجاج، وقمن بمحاصرة صاحب الشركة وهو يتبضع في أرقى المراكز التجارية، بينما قلن إنهن لم يجدن ما يسددن به تكاليف الحياة الغالية.