حرائق تاونات.. غياب البرلمانيين و”ابتسامة” الميسوري يثيران الغضب

“العشرات من الأسر تضررت في بؤر الحرائق التي ضربت منطقة غفساي بنواحي تاونات، حيث فقدت منازلها بما فيها، ونفقت بهائمها التي منها تجني ما تساهم به في التغلب على تكاليف الحياة الصعبة، كما تعرضت مزروعاتها ومغروساتها في القطع الفلاحية الصغيرة المنتشرة هنا وهنالك للكثير من الأضرار، ما جعل أي إمكانية للاستفادة من منتوجاتها في السنة الحالية، وحتى في السنوات القادمة أمرا صعب المنال.

وإلى جانب هذه الأضرار، فقد تعرض الغطاء الغابوي لخسائر بليغة سيتطلب تجدده الكثير من السنوات، وهو إلى جانب أدواره الإيكولوجية المهمة، فهو يعتبر محيطا اقتصاديا مهما لتجمعات سكنية بأكملها.

بالإضافة إلى كل ما سبق، فقد لقي أحد المواطنين من المنطقة مصرعه في هذه الحرائق، بعد أن حاول تقديم يد المساعدة في إخمادها.”

كل هذه المآسي، التي عددتها مصادر في حديثها لجريدة “الديار” لم تدفع عددا من برلمانيي المنطقة، من كل الانتماءات والمواقع، للقيام بزيارات ميدانية لمواساة المتضررين، والوقوف عن كثب على حصيلة الخسائر.

وقالت المصادر إنه “ليس من رأى كمن سمع، حتى يتأت لهم الترافع بنجاعة عن الساكنة المتضررة. بل إن منهم من سارع إلى نشر صور وهو يبتسم في مجلس النواب ملتقطا صورا مع وزير الفلاحة، للترويج لـ”دفاعه” المزعوم عن ضحايا الحرائق. “وأحد هؤلاء، هو مصطفى الميسوري، المستشار البرلماني ورئيس غرفة الفلاحة بجهة فاس ـ مكناس.

وخلق نشر الميسوري صورا في مجلس المستشارين إلى جانب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، وهو يطلق ابتسامة تكاد أن تكون عريضة، جدلا واسعا بين ساكنة تاونات التي اعتبرتها “تفرنيسة” على مآسي ضحايا الحريق، في أقل من 24 ساعة على اندلاع النيران في غابات غفساي.

وأضافت المصادر أنه من الكلام “المهم” الذي أورده المستشار البرلماني للساكنة وقال إنه تحاور مع صديقي بخصوص الحرائق التي اندلعت بغابات إقليم تاونات، وأن الوزير “أخبره” بأن الوزارة تبذل كل ما في جهودها لتعويض الأسر المتضررة. و”غالبا سيبرمج السيد الوزير زيارة ميدانية لإقليم تاونات للوقوف على الخسائر إذا تطلب الأمر كذلك”، مبرزة أن تدوينة رئيس غرفة الفلاحة لم تحمل أي جديد يفسر تلك الابتسامة العريضة، قبل أن تشدد على أن “جهود التعويض” للأسر المتضررة، التي حاول الركوب عليها، هي عبارة عن برنامج استعجالي أقرته الحكومة بتعليمات ملكية لمواجهة تداعيات الحرائق..

“ما كان على المستشار البرلماني أن يفعله، هو أن يستعرض تدخلات غرفة الفلاحة التي يترأسها لمواجهة هذه الحرائق، والتدابير التي قامت بها لمواجهة موسم الجفاف، وتطويق أضرار الحرائق، لأن الساكنة تتحدث عن ضرورة تقديم الحصيلة من قبل رئيس وعد بالكثير، ولكن النتائج لا تظهر على مستوى الميدان بالنسبة لفئات واسعة من صغار الفلاحين” تورد مصادر جريدة “الديار”، قبل أن تشير إلى جهل أغلب “المنتخبين” الجدد، في تاونات وبالجهة، بأبجديات التواصل، مما يسقطهم في “فضائح” لا تغتفر.