استنزاف الأعشاب الطبية والعطرية يثير القلق.. “عصابات” تنهب غابات صفرو
“مافيا الغابات أخطر من الحرائق !”، بهذا التعبير الخطير والمثير استهلت مصادرنا حديثها عن “الإتلاف” الذي وصفته بـ”الممنهج” للغابات، ببعض الجماعات القروية بإقليم صفرو، من طرف “عصابات” دوامت على جني أموال طائلة “على ظهر” الغطاء الغابوي.
المصادر توضح أنه في الوقت الذي تكافح فيه مختلف الوحدات لإخماد حرائق الغابات، التي شكلت كابوسا حقيقيا لمختلف الجهات وللسكان خلال الأسابيع الأخيرة، أملا منهم في الحفاظ على هذا المجال الحيوي وهاته الثورة الوطنية التي تصرف عليها ميزانيات جد ضخمة لإحيائها وضمان استمراريتها، تشهد مناطق أخرى إتلافا ممنهجا، في صمت، للعديد من الهكتارات، حيث توالى هذا الاستنزاف الممنهج لعدة سنوات، فبمجرد ما تنحصر أمطار الربيع حتى تجتاح أسراب من “الجراد البشري” الغابات بتحفيز من “عصابات”، اعتادت جني ثروة ضخمة على حساب وأد الغابات.
“هذا ما باتت تعيشه بعض الجماعات القروية بإقليم صفرو والمتواجدة في جبال الأطلس المتوسط، ويتعلق الأمر بجماعات: دار الحمراء، أدرج وتافحيغت. وهي جماعات تكاد تتحول إلى صحراء قاحلة، بفعل الاستنزاف الخطير الذي تفتعله عصابة تعد على رؤوس الأصابع كل سنة، حيث تقوم بتهريب ما تبقى من الأعشاب الطبية والعطرية، هذه الأخيرة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانقراض النهائي، وذلك أمام مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة، التي تكتفي بدور المتفرج على هاته الوضعية الكارثية التي لم تحرك فيها ولو ذرة من المسؤولية والإنسانية”، تضيف المصادر نفسها.
كما وصفت المشهد بالـ”جد مؤلم”، لتهديده استمرارية أنشطة الساكنة المحلية من رعي وتربية النحل، في الوقت الذي رصدت الدولة ميزانية بالملايير لإنقاذ تربية النحل، خاصة هاته السنة التي شهدت ظاهرة اختفاء طوائف النحل نتيجة اختلالات المناخ وتراجع المراعي.
الوضع، بحسب المصادر ذاتها، بات أكثر كارثية في الجماعات سالفة الذكر، فالعصابة، على حد تعبيرها، مكونة من ثلاثة أفراد تجوب ليل نهار مسالك الجماعات الثلاث بشاحنة صغيرة لشراء أكياس الأعشاب الطبية والعطرية، خاصة إكليل الجبل المعروف في المنطقة بـ”أزير”، من “جيش” من المدمنين المنتشرين في جميع أرجاء الغابات، التي اتخذوها مخيما لهم، مما قد يؤدي إلى نشوب الحرائق، خاصة في ظل هاته الأجواء الحارة. ثم يتم تسليم الشحنات سرا وعلانية لـ”بارونات” نهب الثروة الغابوية، بحيث بنت ثروة هائلة تقدر بالملايير، في وقت جد قياسي من هذا النشاط الإجرامي، وفق مصادرنا.
“أخيرا وفي ظل استمرار هذا الوضع الخطير، سنصلي في هاته المنطقة صلاة الجنازة على ما تبقى من الغابة”، تخلص المصادر ذاتها.