تعافي مصابة في 4 أيام.. إعلان مكناس “خالية” من كورونا يثير الجدل وسط الأطباء ومدير المستشفى يوضح

“كي داروا ليها؟!” سؤال أصبح يتداول على أكثر من لسان داخل القطاع الصحي، سواء بجهة فاس مكناس أو خارجها، بعد الإعلان عن شفاء آخر مصابة بفيروس كورونا بمكناس.

وتفجر جدل، بين أطر الصحة، مباشرة بعد الإعلان عن تماثل مصابة، تعمل بأحد المصانع بمدينة مكناس، خضعت للمراقبة الطبية لمدة لم تتجاوز 4 أيام بمستشفى سيدي سعيد بمكناس، و”خلو” المدينة من الفيروس.

وعبرت مصادر، تحدثت إلى “الديار”، عن استغرابها للسرعة التي تم الإعلان بها عن شفاء الحالة المذكورة، مؤكدة إلى أنها الحالة الوحيدة، ربما، التي يسجل شفاؤها في هذا الوقت القياسي.

“حالة مكناس، تقول المصادر الطبية، تم الإعلان عن اكتشافها بتاريخ 20 ماي، قبل أن يتم الإعلان عن شفائها ليلة يوم العيد 24 ماي!”.

إعلان المصالح الطبية بمكناس عن إصابة جديدة بالفيروس ليصل عدد الحالات إلى 119 وعدد المتابعين للعلاج 4 يوم 20 ماي
إعلان المصالح الطبية عن خلو مكناس من الفيروس بعد شفاء آخر حالة يوم 24 ماي على الساعة الثامنة ليلا

قبل أن تستطرد، المصادر ذاتها، بأن هذه المدة غير كافية للتأكد من استجابة المريض المصاب بالعدوى للبرنامج العلاجي المعتمد من طرف الوزارة.

وأبرزت مصادرنا أن “البروتوكول” المعتمد من طرف الوزارة بخصوص الوضع تحت المراقبة الطبية ينص، بصريح العبارة، على مراقبة المصاب 9 أيام، كاملة، قبل إجراء أول اختبار للمراقبة.

فقرات من مذكرة وزير الصحة حول “البرتوكول” العلاجي لمرضى كورونا

وفي حديثه إلى الجريدة، لم يستثن بروفيسور، من خارج جهة فاس مكناس، احتمالية اكتشاف خطأ في تحاليل تأكيد إصابة الشابة بكورونا، خصوصا وأن نتائج جميع مخالطيها سواء بالمصنع أو في الوسط العائلي، كانت نتائجهم سلبية.

جريدة “الديار” نقلت سؤال الأطر الصحية، “كي دارو ليها؟!”، إلى الدكتور سعيد الشرقاوي، مدير مستشفى سيدي سعيد بمكناس، الذي أكد على أن اللجنة الطبية المكلفة بتتبع علاج المصابين بكورونا لم تتسرع في إعلان شفاء المصابة المعنية.

وأضاف مدير المستشفى، أن تماثل الشابة للشفاء تم التأكد منه عبر نتائج تحاليل مخبرية للمراقبة، وفق “البروتوكول” المعتمد من قبل الوزارة، مبرزا أن قرار الإعلان عن الشفاء لم يتخذ بشكل انفرادي.

واسترسل الدكتور الشرقاوي: “قرار إعلان شفاء مصاب بالعدوى يُتخذ على مستوى لجنة تضم أساتذة وأطباء عسكريين ومدنيين”، مضيفا أن هذه اللجنة قررت إخضاع المصابة المذكورة لتحاليل المراقبة بعد معاينة استقرار حالتها الصحية، وبعد فحصها بـ”السكانير” الذي أظهر خلوها من الوباء.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريحه للجريدة، أنه بالإضافة إلى الإجراءات السالفة الذكر، أُخضعت المصابة لتحاليل شاملة للتأكد من استقرار وسلامة حالتها الحيوية.

وعن احتمال الخطأ في نتيجة تحاليل PCR ، التي أجريت للحالة المكتشفة بمصنع مكناس، شدد مدير المستشفى على أن هذا الاحتمال غير وارد بتاتا، مؤكدا على أن التحاليل تم إجراؤها بمختبر المستشفى العسكري بدقة لا تقبل الشك.

وفي ختام تصريحه للجريدة، كشف الدكتور الشرقاوي أن حالة هذه الشابة استثنائية، بعد تعافيها في وقت قياسي، ولعدم نقلها الفيروس لآخرين، موضحا أن أغلب الحالات المكتشفة بمدينة مكناس نقلت العدوى لمخالط على الأقل.