بعدما التهم مبالغ ضخمة وتحول إلى سوق مواشي.. “البناية المجهولة” بفاس تتحول إلى “تكنوبارك”

محطات مثيرة ارتبط بتاريخها، وفي كل مرة تثير الجدل. هكذا كانت قصة البناية المجهولة التي تقف في مدخل مدينة فاس على الطريق الوطنية التي تربط العاصمة العلمية بمكناس. فقد بنى العمدة الشباط هذا “المشروع المجهول” وخصص له مبلغا ضخما من ميزانية الجماعة، ووعد الساكنة بأنه يرغب في إحداث أكبر مكتبة في أفريقيا، وقد تكون أكبر من مكتبة الإسكندرية بمصر. لكن المشروع سرعان ما توقف في بداية الطريق، وبعدما التهم ميزانية كبيرة. وعندما سئل حزب العدالة والتنمية الذي تولى المسؤولية في انتخابات 2016 بعد انتكاسة شباط، قال العمدة الأزمي إن الأمر يتعلق بمشروع مجهول، وبأنه يفتقد للوثائق، ولا توجد بشأنه أي ملفات قد تساعد على تحديد ماهيته.
وبعد سنوات من الجمود، تحول الفضاء الذي كان من المرتقب أن يظهر فيه مشروع شباط إلى أكبر سوق للمواشي بالمدينة، خاصة بالتزامن مع أعياد سابقة كانت فيها المدينة تعاني من غياب فضاءات تسويق مفتوحة. وهو ما أحيى الجدل من جديد حول هذا المشروع المجهول، قبل أن يقرر المسؤولون الجماعيون تحويله إلى تكنوبارك يعتبر حاضنة للمقاولات الناشئة، وما يرتبط بذلك من مشتل للتكوين وعقد الندوات والمؤتمرات ذات الصلة. غادر حزب العدالة والتنمية بانتكاسة في انتخابات 8 شتنبر 2021، وجاء التحالف الرباعي بقيادة “الأحرار”، ووعد باستكمال مشروع البناية المجهولة.
آخر المعطيات تشير إلى أن الأشغال ستستغرق حوالي 14 شهرا، قبل أن يخرج المشروع في صيغته النهائية إلى حيز الوجود بكلفة إجمالية محددة في 21.6 مليون درهم، وبـ 34 مكتبا بمساحة تبلغ ما بين 15 و25 متر مربع و32 مكتبا آخر بمساحة تتراوح ما بين 25 و35 متر مربع.
المشروع الذي عقدت بشأنه شراكة بين جماعة فاس وجهة فاس ـ مكناس، وولاية الجهة، و”تكنوبارك المغرب”، سيتم تزويده بقاعة للندوات وقاعتين للتكاوين، وفضاء للاشتغال المشترك وخزانة وفضاء للراحة، وقاعة للرياضة، ومقهى وخدمات قرب أخرى. ومن المرتقب أن يعرف المشروع أيضا استغلال هكتارين لإحداث متنفس أخضر وموقف سيارات يسع لحوالي 120 سيارة.