كريم شفيق يكتب: القائد

طوال الحجر الصحي بسبب جائحة كرونا خطف الاضواء رجال ونساء عهدناهم دائم خلف الأضواء، سيرتهم و صورتهم عند المجتمع ليست دائما إيجابية، الواقع و الوقائع السالفة كانت تجعل منهم آلية للضبط و المراقبة و القمع أحيانا، تعتبرهم الدولة عينها التي لا تنام، يتدخلون في كل صغيرة و كبيرة، من الإحسان إلى التهيئة العمرانية إلى الأنشطة الثقافية و الرياضية، يشتغلون دون توقيت، يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في دوائر نفودهم، ابسط هفوة قد تطيح بهم من المنصب.

هذا النموذج هو القاعدة التي ألفناها و اعتدنا عليها كلما سمعنا عن القايد.

لكن ومع اول قرار للحجر الصحي في بلادنا بعد ظهور البوادر الأولى لجائحة كرونا تغيرت الصورة فرأينا رجالا ونساء بزيهم العسكري غير المألوف يقودون حملات للتوعية لتطبيق قرار الحجر الصحي، فهذا القائد الناصح الخائف على أبناء وطنه، وهذه القائدة الخبيرة بساكنة منطقة عملها تجري بين الازقة مخاطبة النساء والأطفال بلزوم منازلهم مذكرة بمخاطر الوباء غير مبالية بمظهرها ولا تخاف الوباء، هي أحداث و مواقف باتت حديث العام والخاص جعلت لهذا الجهاز صورة جديدة في الأذهان قد تساهم في تغيير الفكرة النمطية المعهودة.

وأكثر ما جعلني شخصيا أعتقد أن صورة القائد قد تغيرت هو ذالك القائد الشاب المثقف في اليوم الثاني من عيد الفطر بينما جميع الناس في منازلهم بزي العيد الجميل، موائدهم متزينة بما لذ وطاب، يعايدون عائلاتهم و أصحابهم، وجدته بزيه العسكري عند الظهيرة يتصبب عرقا يخاطب المواطنين الخارقين للحجر بلزوم بيوتهم و في يده هاتفه على المباشر مع أولاده يعايدهم عن بعد في منظر صعب على كل أب بعيد عن أبنائه ملبيا نداء الوطن.

تحية لهذا القائد المتفاني في خدمة أبناء وطنه ومن خلاله لك جنود الصف الأمامي الذين انقذوا الوطن ولازالوا على العهد.

هذه الصورة الجميلة لايمكن أن تعطي أكلها إلا إذا استمرت بعد الجائحة خدمة للوطن والمواطن، ولتكن قاطرة للإزدهار الوطن والرقي بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطن في ظل دولة الحق والقانون.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة