“فوضى” في دورة مجلس مقاطعة زواغة.. هل نجح الجاي في سحب البساط من تحت أقدام شباط؟

هل نجح الاستقلالي اسماعيل الجاي المنصوري، رئيس مجلس مقاطعة زواغة، في استعادة الأغلبية التي فقدها والتي جعلته يعجز عن عقد دورة يونيو لمرتين؟ أم إن الأمر يتعلق فقط بتطيق إجراء قانوني ينص على عقد الدورة في المرة الثالثة بمن حضر، بعدما فقد النصاب في المرتين السابقتين؟

المجلس عقد دورته اليوم الجمعة، لكن وسط أجواء احتقان تهدد بعودة “البلوكاج”، رغم أن الجاي حرص على التأكيد بأن أبواب مكتبه ستبقى مفتوحة، وهو يدعو الأعضاء إلى “دفن الماضي”.

بعض المصادر تتحدث على أن رئيس المقاطعة كثف من اتصالاته في الآونة الأخيرة مع الأعضاء الغاضبين في أغلبيته، واستعان بمجموعة من الأعيان لتجاوز خلافاته مع الغاضبين الذين قرروا الالتحاق بفريق المعارضة التي يتزعمها حميد شباط.

وسحب رئيس مجلس مقاطعة زواغة، في الآونة الأخيرة، التفويض من نائبه السابع سعيد البحري عن حزب الحركة الشعبية. وتحدثت المصادر على أن القرار اتخذ بناء على ملف قضائي. لكن هذا النائب الحركي ربط القرار بوقوفه في وجه اختلالات في التدبير، ومطالبته بالمقاربة التشاركية في اتخاذ القرارات.

وتحول أعضاء الفريق الحركي بدورهم إلى المعارضة، ووصف البحري، في مداخلته في هذه الدورة، التحالف الحالي بالمزيف والهجين والمبني على المصلحة الذاتية. وذكر بأن الأمر لا يتعلق بمقاولة خاصة، مخاطبا الرئيس بتجاوز الطريق السابقة للتدبير. لكن اللافت هو أن يخرج أعضاء في الأغلبية إلى المعارضة بسبب ما يسمونه بانفراد الرئيس في تسيير شؤون المقاطعة.

من جانبه، قال اسماعيل الجاي، إن باب مكتبه مفتوح في وجه كل أعضاء المجلس، حرصا على العمل من أجل خدمة الساكنة والمنطقة. وذهب إلى أنه لا يشكك في غيرة جميع الأعضاء على المنطقة. وتحدث، في المقابل، عن محدودية الإمكانيات والتي اعتبر بأنها تحول دون تحقيق كل التطلعات، ودعا كل الأعضاء إلى الانخراط في مجهودات إخراج المنطقة من الأزمة، في إشارة إلى “البلوكاج” الذي يهدد المجلس.

ووجه شباط انتقادات لاذعة للتحالف الرباعي، وقال إن العشوائية هي التي تطبع تدبيره للشأن العام المحلي. وانتقد ضعف الميزانيات المخصصة لعدد من القطاعات الحيوية في المقاطعة. كما انتقد طرق تدبير المجلس الجماعي لملفات مرتبطة بالكهرباء والبنيات الطرقية. وانتقد، في السياق ذاته، تخصيص الجماعة لميزانيات من أجل اقتناء السيارات الفارهة، في وقت تعاني فيه المقاطعات من تدهور البنيات.

وعرفت دورة مجلس مقاطعة زواغة بمدينة فاس الكثير من مشاهد الفوضى و”العشوائية”، حيث وجد الرئيس اسماعيل جاي المنصوري صعوبات بالغة في السيطرة على وضع “الانفلات” في أشغال الدورة، بعدما حول مواطنون أنفسهم إلى “أعضاء” في المجلس وبدؤوا بدورهم يتحدثون ويردون وينتقدون. واللافت أن السلطات المحلية ظلت تتفرج على هذه المشاهد العشوائية دون أن تتدخل لرد الوضع إلى سكته العادية.