من يوقف “العبث”؟.. تاونات “تحتفل” بمهرجاني “العيطة” و”العطشة” الجبلية
بينما يحتفل عامل الإقليم ورؤساء الجماعات بإقليم تاونات بمهرجان العيطة الجبلية، يعيش سكان هذه الجماعات على وقع أزمة العطش، في إقليم يختلط فيه الحابل بالنابل، حيث يعيش المنتخبون جوا من الرفاهية التي توحي بأن كل شيء على أحسن ما يرام، فيما تغيب أبسط شروط الحياة عن المواطن المغلوب على أمره.
العطش هذه السنة كباقي السنوات ينخر دواوير الإقليم، معمقا معاناة الساكنة التي أصبحت قطرة ماء بالنسبة إليها حلما صعب المنال، وذلك بعدما تناسلت عليها الوعود خلال موسم الانتخابات، وعود بغد أفضل يحمل معه حلولا لشتى أنواع المعاناة.
في الآبار أو “السبالات” التي يقصدها السكان من مناطق بعيدة، قاطعين أوعر الطرق، في عز الحر، مستعينين بحمير أضناها العطش، فيها تبدأ معاناة أخرى مع الانتظار، انتظار صف طويل ليأتي الدور أو لا يأتي!
تستفيق ساكنة الإقليم كل يوم في ساعات مبكرة من الصباح، وعدد منها لا ينام ليلا، حيث يخرج ساعات قبل الفجر، متجها نحو منابع “الحياة”، يحاول الحصول على بعض الماء، فيقع في كثير من الأحيان في مشاكل لم تكن في الحسبان، فذا شخص يحتج من أجل دوره، وذا آخر يريد الحصول على كمية أكثر من غيره، وآخرون يحتجون في وجوه بعضهم وكأنهم من حكم على الإقليم ب”الإعدام عطشا”.
في ظل كل هذا وذاك.. تتعالى الأصوات في كل مرة مطالبة المسؤولين بالتدخل لا من باب المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإنما فقط من أجل “الإنسانية”، فيصيح رجال ونساء الدوار “عفاكم عتقونا.. انموتو بالعطش”، “ارحمونا وارحموا صغارنا .. وارحموا هذه البكماء، أي دابتهم أو دوابهم” !