مكناس.. مستخدمات “سيكوم” يصعدن من احتجاجاتهن ويحاصرن مدير المصنع
في تطور خطير لملف مستخدمات مصنع النسيج سيكوم بمكناس، قامت العشرات منهن، ظهر أمس الثلاثاء، بمحاصرة المدير السابق لهذه الوحدة الإنتاجية بمحيط مدخل مركز تجاري وسط مدينة مكناس. وصرخت المستخدمات بأعلى صوتهن، قائلين بأنهن لا يجدن ما يقتنين به الحد الأدنى من احتياجات أسرهن، في الوقت الذي يقصد فيه مدير المصنع أغلى المراكز التجارية للتبضع. كما انتقدن تقاعس السلطات في استدعائه لجلسات الحوار وإرغامه على تسديد أجورهن وتعويضاتهن، طبقا لاتفاقات سابقة، بينما هو يتجول في المراكز التجارية ويقصد أفخم الفضاءات.
وحسب مصادر للجريدة، فبعد عجز كافة المبادرات لإعادة تشغيل “سيكوم” الذي تحول من مصنع لإنتاج النسيج الى مصنع لإنتاج أزمات اجتماعية لمئات الأسر من مستخدميه، وذلك منذ تغيير تسميته إلى “سيكوميك” وكذا مالكيه من ورثة الوزير السابق العلمي التازي إلى شركة أجنبية، فالملف على وشك اتخاذ أبعاد خطيرة أكثر تصعيدا نظرا للتداعيات الكبيرة التي خلفها عدم صرف أجور العمال منذ نهاية السنة الماضية، وكذا توقف عجلة الإنتاج.
وتشير المستخدمات إلى أن صاحب المصنع حصل عدة مرات على مبالغ مالية كبيرة من الدعم لتسوية وضعية العاملين، وإعادة الحياة إلى هذه الوحدة الانتاجية، لكن هذه المبالغ “تبخرت في السماء”. ودفعهن هذا الوضع لتصعيد الاحتجاجات.
وكنموذج على التصعيد الجديد الذي اختاره عمال المصنع، بعد تنظيمهم للاحتجاجات غير مسبوقة في تاريخ المدينة، محاصرتهم للمدير السابق للمصنع غير بعيد عن مقر عمالة مكناس، وذلك بسبب إخلاله بجميع الالتزامات ومخرجات اللقاءات المراطونية التي قادتها سلطات عمالة مكناس وبعدها ولايه جهة فاس مكناس و وزارة التشغيل.
هذا، وتم على نطاق واسع انتشار فيديو يوثق للحظة محاصرة عاملات “سيكوم” (سيكوميك حاليا)، للمدير السابق، حيث يظهر فيه جالسا على الأرض وغير قادر على الهرب بسبب إحكام مستخدمة من المحتجين إمساكه بيديها وقدميها، تعبيرا منها على وضعية غضب وتذمر كبيرة بسبب تفاقم الأزمة الاجتماعية.