أكد أنه كان “ضحية” الشعارات.. منسق شبيبة “الحمامة” ببولمان يستقيل بسبب “بيع الوهم للمغاربة”

اختار منسق شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم بولمان، المهدي الإدريسي، تقديم استقالته من الحزب بسبب “تنكر الحزب للمواطن، وبيع الوهم للمغاربة، وكذا تدخل جهات خارج مكتب الشبيبة في قراراته التنظيمية”.
وأرجع الإدريسي سبب استقالته إلى ما وصفه بالواقع الميؤوس منه الذي أصبح عليه الوطن، وغياب قدرة المواطن في الاستمرارية كإنسان بشروط اجتماعية مقبولة، في ظل غلاء الأسعار وغياب الرؤى الاستراتيجية.
المهدي الإدريسي ذكر في نص استقالته أيضا أنه على إثر التدخلات غير الديمقراطية التي تعيشها التمثيلية الإقليمية من تدخل في قراراتها التقريرية من طرف أناس خارج المكتب، وعلى إثر الاقصاءات المتتالية التي تعرض لها مجموعة من الشباب، أفضت إلى حرمانهم من حقهم في المشاركة السياسية والتنظيمية، يتقدم باستقالته من الحزب.
وفي تدوينة على صفحته على فايسبوك، كتب الإدريسي: “بين الاتجار بمعاناة المواطن ومآسي الشباب يضيع الوطن”، موردا: “لقد سبرت أغوار التجربة ما يكفي حتى أتناول كل المحطات بغية تشكيل الموقف الخاص كما هو، لا بصورته النمطية المستقاة من تجارب اناس مروا عبر التاريخ حتى وإن كانت ثابتة لا يشوبها تضليل. لهذا بعد كل ما وقع أعترف لكم أنني قد كنت مخطئا في تقديري للتجربة، وأنني قد أخطأت بمشاركتي في تدبير سياسي ألقى بظلاله على تطلعات أبناء الشعب، ممن كانوا يترجون انتقال ديمقراطي حقيقي وتنمية اجتماعية واقتصادية معقولة.
لقد كنت ضحية الشعارات شأني شأن كثير من الشباب، وهذا أمر لا يدعو إلا الندامة بقدر ما ينبه الإنسان بأن يكون جريئا حتى يستطيع جلد الذات بالمراجعة والمواجهة، لا الاستكانة والانزواء، وإنما بأن يملك القدرة على الاعتراف بالخطأ، وأن يغير مساره إلى الأفضل حيث ماء الوجه والحقيقة حيث ينتمي جيوش المناضلين أبناء الشعب.
لهذا أخبركم أنني لم أرض لنفسي حتى تشتغل في طابور التضليل وبيع الوهم، فلا شرف في إنسان ربط رزقه بمخلوق غير الخالق بمكانة غير حضن أبناء جلدته ولو كيل له الذهب بمكيال.
يكفي هنا أن أعترف أن رهان المشاركة السياسية في المغرب بالنسبة للشباب هو رهان خاطئ ما لم يرتبط بهموم المواطن وتطلعاته، وأن الشباب بلباسهم الرسمي وخطابهم البذيء وبعلوهم منابر المؤتمرات، لا يعدو أن يكون سوى عمل في طابور خامس مقابل الوهم، فيه بيع الذمم وتزوير الحقائق ودفاعا عن صاحب الشكارة ليس إلا.. “