هل يعزل عامل صفرو وشاك؟.. تفاصيل “تصعيد” خطير بين الرئيس و”أوزون” لحسابات “غامضة”
نظم، أمس الخميس، عمال شركة “أوزون”، المفوض لها تدبير قطاع النظافة وجمع النفايات المنزلية بمدينة صفرو إضرابا ووقفة أمام مقر عمالة الإقليم، احتجاجا على حفيظ وشاك، رئيس المجلس الجماعي، لعدم توصلهم بأجورهم.
ورفع العمال شكلهم النضالي بعد لقاء مع وشاك أخبرهم فيه بأنه أدى جميع الواجبات المستحقة للشركة، مع إحجامه عن التصريح أمامهم بأن “أوامر الصرف” التي أصدرتها الجماعة لصالح الشركة ترافقها غرامات/جزاءات بلغت آخرها رقما مهولا، حددته مصادر في مليار و680 مليون سنتيم، بالإضافة إلى 9 ملايين أخرى بسبب الإضراب الذي نظمه العمال في نفس اليوم.
وتأتي هذه الخطوة، في إطار تصعيد غير مسبوق من طرف حفيظ وشاك اتجاه “أوزون”، وكذلك في سياق “صراع” بين البرلماني ورئيس جماعة صفرو وبين عمر بنجلون التويمي، عامل إقليم صفرو.
وفي التفاصيل، علمت جريدة “الديار” أن عامل إقليم صفرو ردّ أمس الخميس 5 ماي 2022 بقوة على مراسلة رئيس المجلس الجماعي عدد 1589 بتاريخ 4 ماي 2022 المتعلقة بتمديد عقد التدبير المفوض لمرفق النظافة.
وقالت مصادر موثوقة إن عمر بنجلون أمهل حفيظ وشاك 48 ساعة لمده بعقد التمديد والمحاضر ذات الصلة، في تصعيد قد ينتهي، ربما، بلجوء العامل إلى مسطرة العزل في حق الرئيس حسب القانون التنظيمي 113-14، خصوصا بعد أن ذكره بضرورة السهر على السير العادي للمرفق العام حفاظا على صحة الساكنة من انتشار الأزبال وتفاديا لتهديد السلم الاجتماعي بالمدينة.
وأوضحت المصادر نفسها إن العلاقة بين وشاك وعامل الإقليم بلغت مستويات غير مسبوقة من التشنج بعد تعنت الرئيس ورفضه التمديد لشركة أوزون حفاظا على السير العادي للمرفق العمومي، في انتظار الإعلان عن صفقة جديدة للتدبير المفوض، بعد فشل الرئيس في تمرير دفتر تحملات بسبب فقدانه لأغلبيته، قبل أن تضيف أن تصعيد وشاك بلغ حد سحب تفويض نائبه الأول، لقطع الطريق أمامه، في حالة قرر توقيع التمديد نيابة عن الرئيس.
“أكثر من هذا، تسترسل المصادر ذاتها، وشاك، بصفته برلمانيا، لم يجد أدنى حرجا في اتهام أطر وزارة الداخلية في بعض الجماعات بـ”الفساد” وخدمة “لوبي” شركات التدبير المفوض بدعوى عدم قانونية التمديد”.
مصادرنا أوضحت، في هذا الصدد، أن مبرر عدم قانونية التمديد ولجوء الرئيس في كل مرة إلى الفصل 13 من قانون التدبير المفوض سبق أن فندته مراسلة رسمية وموقعة من عامل الإقليم تدعوه إلى عقد دورة استثنائية للتمديد للشركة المفوض لها، يوما واحدا بعد مراسلته “العجيبة” لوزير الداخلية.
“ليس هذا فقط.. رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة إقليم صفرو أكد أمام الحضور، خلال جلسة الدورة الاستثنائية نفسها، غاب عنها وشاك، على قانونية التمديد في بعض الحالات”، تشدد المصادر نفسها.
واتهمت ذات المصادر وشاك، في إطار “حربه الباردة” مع العامل، بتسريب مراسلته، المذكورة أعلاه، وتكليف “بلطجيته” بتوزيعها، وفق تعبيرها، “في محاولة منه، ربما، للظهور في ثوب “البطل” و”المناضل” ضد السلطة، وفي حنين منه، ربما، لذكرياته القديمة التي يتفاخر بها، متناسيا أن 2022 ليست هي 2003، وأن القانون التنظيمي للجماعات، الذي لم يضبطه بعد، ليس هو الميثاق الجماعي”، تستطرد مصادرنا، قبل أن تعتبر، كذلك، إقحام كاتب المجلس، المحسوب على المعارضة، في المراسلة “طيشا” و”عبثا” يكشف عن المستوى الحقيقي للبرلماني التجمعي!
لكن، لماذا “قسوحية الراس” و”الإصرار” على رفض التوقيع على ملحق التمديد من طرف وشاك، وربما “استهتاره” بمصلحة الساكنة والمدينة التي قد تغرق في الأزبال بعد 21 ماي المقبل، تاريخ نهاية العقدة مع “أوزون”، وفشله، كرئيس، في الإعلان عن صفقة جديدة؟
“لا جواب!”، تورد مصادر جريدة “الديار”، مستغربة من طريقة تدبيره الانفرادية لهذا الملف “الحارق”، بينما يعبر بعض المستشارين الموالين له، إلى حدود كتابة هذا المقال، عن غضبهم من قراراته ومراسلاته، التي يكتفي بإخبارهم بها بعد أيام من إرسالها.
هذا فيما يتعلق بـ”صراع” وشاك مع السلطة في مدينة صفرو حول مرفق النظافة، لكن لماذا أعلن “الحرب” على الشركة المفوض لها، والتي بلغت حد قسمه بأغلظ الأيمان “متدخلش عليه “أوزون” وهو رئيس!”؟
مصدر، مقرب من الملف، أكد أن علاقة وشاك بشركة “أوزون” عرفت 3 مراحل منذ توليه رئاسة المجلس الجماعي لمدينة صفرو.
وقال المصدر ذاته، رفض الكشف عن هويته، إن المرحلة الأولى عرفت تسجيل وشاك لبعض الملاحظات الموضوعية حول عمل الشركة والتي حاولت تطبيقها على أرض الواقع، تماشيا مع رؤية المكتب المسير الجديد.
وسجل مصدر جريدة “الديار” أن ممثلي الشركة قدموا إجابات وتوضيحات على جميع ملاحظات وتصريحات وشاك حول عمل الشركة بصفرو، بما فيها عدم تشييد مستودع الشركة.
وحول هذه النقطة، كشف المصدر نفسه أن ممثلي الشركة أوضحوا أن العقد بين الجماعة و”أوزون” يتحدث عن بناء مستودع في مطرح النفايات (Décharge)، وهو ما لا تتوفر عليه الجماعة، لتكتفي بكراء قطعة أرضية من الجماعة في انتظار تحديد بناء المستودع.
وأورد المتحدث نفسه أن جماعة صفرو قامت مؤخرا بتحديد قطعة أرضية لتشييد المستودع، مبرزا أن الأشغال ستنطلق فيه قريبا بعد التصديق على التصاميم والرخص، قبل أن يشدد على أن الشركة ملتزمة ببنائه حتى لو لم تفز بالصفقة المقبلة.
“أما المرحلة الثانية، وهي فترة الهدنة التي لم تدم طويلا، يقول مصدرنا، فقد عرفت خفوتا واضحا لحدة الانتقادات اتجاه الشركة، في الوقت الذي راجت أنباء بين المستشارين والموظفين عن إمكانية عقد لقاء بين وشاك وعزيز البدراوي، الرئيس المدير العام لـ”أوزون””.
وأورد المصدر نفسه أنه خلال هذه الفترة، أيضا، عقد لقاء بمكتب الرئيس جمعه والمديرة العامة للشركة إضافة إلى المسؤول الجهوي والمسؤول المحلي، الذي طرده وشاك من مكتبه بعد إهانته أمام رؤسائه المباشرين، في موقف أثار غضب الحاضرين.
“وشاك، ربما، لم يجتمع بالبدراوي.. “لتعود “حليمة إلى عادتها القديمة”، وبشكل أكثر حدة”، يشرح مصدرنا في تصريحه، قبل أن يشير إلى الشكوك حول وجود “حسابات غامضة” وراء هذا الملف.
وفي تعليقه على حديث حفيظ وشاك عن تقرير المجلس الجهوي للحسابات حول التدبير المفوض، أبرز المصدر نفسه أن الرئيس يختار الحديث عن التقرير ويقفز، عمدا ربما، على الإشارة إلى رد الشركة على ملاحظات قضاة المجلس، الذين لن يتوانوا عن متابعة الشركة في حالة ثبوت خرقها للقانون.
وذكر مصدرنا أن المغرب بلد مؤسسات والقانون فوق الجميع، قبل أن يضيف: “إذا تبين للرئيس أن الشركة تخرق القانون، فما عليه سوى اللجوء إلى القضاء وفسخ العقدة التي تربطها بالجماعة”.
وفي ختام تصريحه لجريدة “الديار”، وعن رأيه في “مليار و680 مليون سنتيم، كـ”غرامة” أخيرة حررها وشاك، نهاية الأسبوع الماضي، ضد “أوزون”، اكتفى المتحدث نفسه بعبارة: “الله يستر.. وصافي”.