تعالج تمثلات المجتمع الجاهزة عن المرأة.. مسرحية “حياة المامون” في جولة تقودها إلى مكناس

يحتضن المركز الثقافي الفقيه المنوني بمدينة مكناس، بدء من السابعة ليلة الأحد المقبل، عرضا لمسرحية “حياة المامون”
تأليف وإخراج الفنان الشاب هشام الغفولي، يعتبر الثالث لها في جولتها الأولى بعد عرضي يوم غد الجمعة بالمركب الثقافي القنيطرة وبعد غد السبت بمسرح للا عائشة بالمضيق.
وتأتي الجولة بعد العرض ما قبل الأول بمدينة فاس، وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، خاصة أن هذه الدراما الاجتماعية المليئة بمواقف كوميدية ساخرة “تقف على أفكار وقوالب وتمثلات جاهزة بالمجتمع عن المرأة”، مختصرة حقيقة كون “وراء كل امرأة مجروحة، رجل مريض يعلق أخطاءه على ظروف الحياة”.
ويأتي العرض المسرحي “حياة المامون” كمساهمة للتخفيف من التداعيات النفسية للجائحة سواء في نفوس الممارسين للفن بصفة عامة أو المشتغلين بالمسرح بشكل خاص، بعد سنتين من التوقف وتقديم عروض بصيغة افتراضية بعيدا عن التواصل المباشر مع الجمهور والتمتع بلهيب وحرارة تصفيقاته.
ويراهن على هذه الجولة الأولى على تفاعل الجمهور وحجه بكثافة لمتابعة عرض المسرحية التي يشارك في تشخيصها وإدارتها فنانات وفنانون شباب، منهم سفيان الملولي وسعيد الودغيري وسهام لحلو، ويدير إنتاجها عادل بنكرينة، فيما وضع لها السينوغرافيا إبراهيم بن خدة. وتحاول إبراز أهمية المسرح في الحياة اليومية، مع التركيز على روح المبادرة والإبداع فيه عبر إنتاج عروض مسرحية اعتمادا على الإمكانيات الذاتية.
وتحاول المسرحية تسليط الأضواء على مواضيع ذات الصلة بالمرأة من قبيل الفكر الذكوري السائد في المجتمع، ومواضيع أخرى كالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، والمناصفة التي رغم التنصيص عليها في دستور 2011، إلا أن الطريق إليها ما زال بحاجة لنفس طويل.
وتدور المسرحية حول “المامون” الشخصية الرئيسية في هذه الدراما، في ارتباط وثيق وقوي مع زوجته “حياة” التي تقرر بعد سنوات العودة لرعاية حياة زوجها. وتبرز المسرحية فكرة أساسية وهي أن “وراء كل امرأة مجروحة، رجل مريض يعلق أخطاءه على ظروف الحياة”.
وانبثق العرض المسرحي من فكرة أساسية مفادها أن المسرح صناعة يتطلب أخذ زمام المبادرة في إنتاج العروض بشكل خاص وجعل المسرح يتحرك بشكل عام ليتوجه إلى جمهور عريض، حيث سيتم بعد هذه الجولة الأولى للمسرحية برمجة عروض مسرحية في مناطق بعيدة عن المراكز الحضرية.