“التهيئة الحضرية” لفاس.. تمخض الجبل فولد سياجا غريبا في الرصيف

السياح الحديدي المتموج في رصيف طريق صفرو بفاس لا يزال يثير الكثير من الانتقادات في شبكات التواصل الاجتماعي، وسط صمت مطبق لـ”أصحاب المشروع”

. آخر الأخبار تفيد بأن تثبيت هذه الحواجز أدرجت ضمن مشروع “التهيئة الحضرية” للمدينة، وهو مشروع تتولى تنفيذه مؤسسة العمران ويتم تنفيذه بتعاون مع السلطات الولائية والمجلس الجماعي للمدينة.
مشروع تهيئة حضرية غريب، تشير المصادر إلى أن الغرض من ورائه هو منع تدفق الباعة المتجولين على رصيف هذا الشارع الكبير، ولا علاقة له بأي تهيئة من شأنها أن تحسن من البنيات التحتية.

لكن، هل الحواجز كافية بأن تمنع تدفق الباعة على هذا الشارع؟

المصادر نفسها اشارت إلى أن الفكرة الغريبة فاشلة من الأصل، لأن التجربة أثبتت أن ظاهرة الباعة المتجولين لا يمكن معالجتها بدوريات للسلطات المحلية تنتهي بمصادرة السلع وتتخللها عمليات كر وفر في الأزقة، قبل أن يعود الباعة إلى أماكنهم.

“كما أنه لا يمكن أن تتم مواجهتها بحواجز حديدية، لأن الأمر يحتاج إلى مقاربة ذات مضمون اجتماعي تجد مداخلها في التنمية والانتعاشة الاقتصادية وخلق متنفسات بديلة لأفواج من الشباب العاطل الذي تنامت نسبته بسبب تداعيات الجائحة وبشكل مقلق”، تضيف مصادرنا.
التهيئة الحضرية بسياج حديدي لطريق صفرو، سبقته تهيئة حضرية أخرى لشارع محمد الخامس، وهي تهيئة لم تقدم أي جديد، حسب المصادر نفسها، باستثناء تغيير في الرخام وتثبيت لسياجات، وأشغال متأخرة عطلت الحركة الاقتصادية للشارع ومحلاته، دون أي قيمة مضافة من شأنها أن تقدم هوية جديدة للفضاء التاريخي، ودون أن تعمل على توسعته، بشكل يساهم في الرفع من جاذبيته، وتجنيبه الانسداد الناجم عن ضيق الشارع وارتفاع الحركة المرورية به. وهذا المشروع نفسه نفذته مؤسسة العمران ونسقت أشغاله السلطات المحلية بتنسيق مع المجلس الجماعي.