ثلاث سنوات على الفاجعة.. قصة وفاة راعي الغنم تخيم من جديد على ساكنة “بويبلان”
الثلج سقط ويسقط بكثافة في جبال بويبلان، والثلوج ببياضها تعطي المنظر الجميل للطبيعة، في نظر سياح يمرون بسرعة البرق في رحلة متعة، قبل أن يعودوا إلى بيوتهم المكيفة، ومدنهم المجهزة بالبنيات الطرقية. أما ساكنة جبال بويبلان، فإنها تتأهب في كل موسم شتاء لمحن كثيرة، كان أقساها ما عاشته منذ ثلاث سنوات، حينما تم العثور على حميد بعلي، راعي غنم، وأحد أبناء المنطقة جثة هامدة تحت كومة من الثلوج، وهو مسند ظهره إلى صخرة جبلية. وكان يرتعد إلى أن مات بردا وجوعا وإهمالا.
قصة الراعي الذي عثر عليه أبناء المنطقة جثة هامدة بعد أيام من رحلات البحث، انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام، محليا ووطنيا ودوليا. وخرجت الساكنة المحلية لتذكر السلطات بمطالب بسيطة تخص تهيئة طريق يفك العزلة عنها، وتهيئة المنطقة بما يساعد على خلق مشاريع سياحية تخلق فرص شغل للساكنة، ومرافق صحية تمكنها من العلاج في حالات الاستعجال، وتمنح الحوامل إمكانية الولادة، دون خطر الوفاة المحذق في عزلة قاتلة..
وفاة الراعي وسط الثلوج وضع حينها بطء تنفيذ البرنامج الاستعجالي لوزارة الداخلية لمواجهة آثار البرد والثلوج في قفص الاتهام. كما وضع انخراط السلطات في رحلة البحث للعثور على هذا المواطن، وإنقاذه، محط انتقادات لاذعة. وحتى عندما أعلنت السلطات حالة الاستنفار، فإنها بتجهيزاتها، لم تستطع مواصلة رحلة البحث بسبب الظروف المناخية الصعبة، وتدهور البنيات.
مرت 3 سنوات على هذه الفاجعة، وقدمت الكثير من الوعود لإطفاء نار الغضب الناجم عن هذا الحادث الصادم، لكن في الحصيلة لم تشرف السلطات والجماعات المعنية والمصالح الخارجية للوزارات على تنفيذ أي مشروع من شأنه أن يضع حدا للعزلة. والسلطات المحلية اكتفت منذ أسابيع على تنظيم لقاء تواصلي لتؤكد بأنها قامت بتفعيل البرنامج الاستعجالي لتوزيع الأفرشة والأغطية، وتنظيم قوافل طبية، وتوزيع أدوية مضادة للسعال والحمى..