بعد إقامته مكتبة في الهواء الطلق بتاونات.. الشاب حمودة يبدع مجسم الفيل

في مدينة تاونات فيل لا يهابه سكانها. تألفوا معه لحد الانصهار في علاقة حميمية غير مألوفة. يعانقونه طمعا في صور تؤرخ لذكرى مع حيوان لا يبدي أي حركة أو غضب حيث يوجد بالشارع دون حاجة لقفص أو حديقة تحضنه وباقي الحيوانات في مدينة قليلة فضاءات الترفيه.

فيل تاونات ليس ككل الفيلة ولا هو ببطشها وقوتها، مسالم لا ينتفض ولا يقاوم وبهدوء نادر. ولولا أحد أبناء البلدة المبدعين، ما كان له أن يكون في ذاك المكان بمحاذاة إعدادية علال الفاسي بحي الرميلة، حيث يجثم ويستريح في انتظار شباب وأطفال ومسنين من الجنسين يحضنوه ليحضنهم.

الشاب “حمودة” المشهور بتاونات بتسريحة شعره الطويلة، وراء أن يكون لتاونات فيلها في ساحة عمومية تحتاج مثل تلك المجسمات التي أبدعها بعد أسابيع قليلة من إنشائه مكتبة في الهواء الطلق بالفضاء المجاور في بادرة تحسب لها واستحسنها الجميع وربت جزء من الأطفال على القراءة.

واختار محمد العبادي الملقب ب”حمودة” الفضاء القريب من مؤسسة تعليمية، لإنشاء مجسم الفيل ومكتبة في الهواء الطلق، جنبا لجنب في مبادرتين تحسب له في انتظار مبادرات مماثلة وتشجيع من مسؤولي المدينة المفروض أن يولوها الاهتمام ولو بتوفير جزء من إمكانيات الإبداع.

أبدع “حمودة” في إنشاء مجسم الفيل وأتقنه بدقة متناهية وروعة بمجهود فردي خالص وكامل، دون تشجيع من أحد غير عبارات الثناء التي أغرقه فيها أبناء الحي وفعالياته التي نوهت بهذا العمل الفني الذي أصبح محط زيارة عدد كبير من سكان الحي وغيره من أحياء المدينة.