سدود ووديان تاونات تستقبل “المرجان”.. “لوبي” المعاصر “يضرب” البيئة من جديد
عاد لوبي المعاصر ليضرب البيئة من جديد في إقليم تاونات، حيث بدأت السدود والوديان التي يزخر بها الإقليم في استقبال الكميات الأولى من المرجان، في إطار تسخين آلات هذه المعاصر العشوائية، في انتظار ارتفاع وثيرة جني الزيتون.
وتكتفي السلطات المحلية، مع بداية كل موسم، إلى عقد اجتماعات مع كبار المنتخبين، وأصحاب المعاصر، وكثير منهم يجمع بين الصفتين، حيث توجه لهم السلطات توجيهات لضرورة مواجهة المرجان الذي يلوث البيئة، وإشهار العقوبات في وجه المخالفين، لكن الوضع لا يتغير سوى نحو الأسوأ، تورد مصادر محلية.
وقالت مصادر جريدة “الديار”: “حتى المعاصر العصرية ترفض الانصياع لقرارات تجميع المرجان في أماكن خاصة، وعدم تحويله إلى الوديان والسدود، بالنظر إلى تأثيراته الكارثية على البيئة. وهناك من أصحاب المعاصر من يجمع “المحصول” من المرجان، ويتخلص منه بكل عشوائية وفي سرية تامة وفي المناطق الخضراء، دون أي وازع أخلاقي، لأن المهم بالنسبة لهؤلاء هو ما سيجنونه من عصر الزيتون، ومن تخفيف تكاليف الإنتاج، ولو على حساب البيئة، من أراضي فلاحية ومواشي وأشجار وفرشة مائية سطحية وجوفية تكون غير قابلة للاستعمال بعدما يتم إغراقها بهذه المادة الملوثة”.
وباشرت وزارة الماء تكليف شرطة البيئة بالقيام بجولات في الإقليم، لكن هذه الجولات تبقى شكلية، حسب مصادرنا، ولا تنتج سوى تكاليف محروقات السيارات وتعويضات القيام بالمهام، لأن هؤلاء الموظفين لا يتوفرون على الاختصاصات اللازمة لمباشرة المهام بحزم.
“أما الجماعات المنتخبة، فإن كبار المتحكمين في شؤونها يتوفرون على معاصر جزء منها متورط في تلويث البيئة بالمرجان” تضيف المصادر نفسها. قبل أن تؤكد أنه حتى في الحالات العادية، فإن الناخبين الكبار يعملون كل ما بوسعهم لتجنب إغضاب هؤلاء الملوثين للبيئة، لأنهم مؤثرين في العمليات الانتخابية ويمكنهم أن يحركوا الخيوط من وراء الستار.
وبدورهم، يتهم عدد من المسؤولين الإداريين بالتواطؤ، وقد سبق للملف أن أسفر عن اعتقال رجل سلطة متهم بابتزاز صاحب معصرة في حالة تلبس بالارتشاء.