صادم.. “تقزيم” الأجور و”تأخير الأداء” يدفع مربيات التعليم الأولي للمطالبة بالتحقيق في دعم الجمعيات
توصلت جريدة “الديار” بمعطيات صادمة تخص “تقزيم” أجور مربيات التعليم الأولي، اللواتي يشتغلن بالتعاقد مع جمعيات تحظى بالدعم من قبل المديرية الإقليمية للتعليم بفاس.
مصادر مطلعة قالت إن المحنة لا تقتصر فقط على “قضم” أجزاء من هذه الأجور، وإنما يتم تأخير الأداء بشكل غريب فيه الكثير من الإمعان في إهانة كرامة المربيات وإذلالهن، ضدا على توجهات الدولة التي تراهن على تعميم التعليم الأولي وإجباريته للمساهمة في النهوض بمنظومة التعليم في المغرب.
وقالت المصادر ذاتها إن العشرات من المربيات اللواتي يشتغلن في ظروف كارثية في عدد من الأحياء الشعبية بالمدينة توصلن بشكل متأخر بالشطر الأول من الأجور المستحقة للسنة الماضية، في حين لم يتم الإفراج على الشطر الثاني إلا في الأيام القليلة الماضية، حيث يتم استدعاء كل مربية على حدة من قبل عدد من الجمعيات المتعاقدة مع المديرية، ويتم منحها “الشيك” الذي يتضمن مبالغ مالية، لكن مع “تقزيم” المبلغ المالي المستحق، وهو ما يستحق فتح تحقيق في احتمال وجود تلاعبات في صرف الأجور.
وذكرت مصادرنا بأن أغلب هؤلاء المربيات، ومنهن من ظل يشتغل في المجال لعدة سنوات، لم يتم تمكينهن من الإطلاع على الاتفاقيات المبرمة بين الجمعيات المعنية وبين مديرية التعليم، وهي اتفاقيات تتحدث عن شروط العمل، والأجور، والتعويضات والحماية الاجتماعية والعطل السنوية.
وتتحدث المصادر نفسها على أن المربيات قصدن في السابق المصلحة المكلفة بالمديرية للإطلاع على تفاصيل هذه الاتفاقية في ظل التعتيم الذي يمارسه أصحاب الجمعيات عليهن، لكن المصلحة بدورها رفضت تمكينهم من نسخ لهذه الاتفاقيات، وسط حديث عن وجود تلاعبات في صرف الأجور وصرف التعويضات المتعلقة بالعطل السنوية، والتي يتم حرمان عدد من المربيات منها بدعوى أن عقدة “لانابيك” لا تنص على أداء الأجور المرتبطة بالعطل السنوية.
الملف طرح بقوة في مجموعة التراسل الفوري بين المربيات، في الآونة الأخيرة. وقالت المصادر إنهن قد يتجهن نحو تجاوز المديرية والأكاديمية، والتوجه نحو الرباط لمطالبة شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لفتح تحقيق في هذه القضية.