ارتجالية في التدبير وتكوين مستمر بالأداء و”محسوبية” في توظيف الأساتذة.. نقابة تفضح أعطاب التعليم العالي
احتجت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي على “الركود” في تسيير بعض المؤسسات بسبب تسييرها من طرف مسؤولين بالنيابة وطالبت بالتسريع في الإعلان عن المباريات لشغل منصب المسؤولية ستة أشهر قبل انتهاء الولاية وتعيين المرشحين الذين وقع الاختيار عليهم في وقت معقول تفاديا لضياع الزمن الجامعي. وانتقدت مسطرة انتقاء العمداء ومديرو المؤسسات ورؤساء الجامعات، مشيرة إلى أنها تشوبها عيوب ومحسوبية مفضوحة وواضحة للعيان.
وحمل بيان أصدرته بمناسبة الدخول الجامعي الجديد، وتوصلت “الديار” بنسخة منه، الوزارة الوصية وبعض رؤساء الجامعات ومسؤولي المؤسسات الجامعية المسؤولية الكاملة عن استفحال ظاهرة مسالك التكوين المستمر بالأداء على حساب مسالك التكوين الأساسي الذي هو المهمة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي. وقالت إن هذا الوضع ترتب عنه فساد إداري ومالي وتشنجات ومتابعات قضائية.
ودعت الوزارة بالتصدي لما أسمته بالمحسوبية التي عرفتها بعض مباريات توظيف أساتذة التعليم العالي المساعدين، بدءا بتعيين لجان المباريات وتحديد التخصصات المطلوبة وتفصيل المناصب على المقاس حيث إنه في بعض المباريات حدد التخصص المطلوب مطابقا لعنوان أطروحة الشخص المحظوظ والمرغوب فيه.
وانتقدت النقابة “الارتجالية” التي طبعت الدخول الجامعي الحالي بتأخيره لمدة شهر عن موعده الأصلي بدون مبررات معقولة. وذهبت إلى أن ذلك سينعكس سلبا على عملية التدريس والتحصيل. كما انتقدت إصدار مذكرة وزارية في آخر لحظة تدعو إلى اعتماد التكوين الحضوري في الوقت الذي بذلت فيه كل الجامعات مجهودات معتبرة لبرمجة التعليم عن بعد.
ورفضت، في الآن ذاته، قرارات تقليص الحيز الزمني للحصص الدراسية بمجموعة من المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح والقاضي بتقليص الحصة الدراسية إلى النصف بدعوى نقص القاعات والمدرجات، وحذرت من التداعيات السلبية لهذه الإجراءات على المستوى العلمي والبيداغوجي للطلبة وعلى مصداقية الشواهد الجامعية.
ونبهت من جديد إلى ظاهرة الاكتظاظ التي تعرفها بعض المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح وعدم مواكبتها بالأطر الكافية والبنايات الضرورية لاجتناب تدني مستوى التكوين في غياب الدراسات الاستشرافية لتوقع أعداد الطلبة الذين سيلتحقون بالجامعة من أجل إحداث مؤسسات جديدة، وإحداث المناصب المالية الضرورية لتوظيف أساتذة جدد.