تفاصيل “الانقلاب” الناعم لفعاليات النادي المكناسي على الرئيس “العاطل عن العمل”

شهد فريق النادي المكناسي، خلال السنوات الأخيرة جدلا قانونيا واسعا حول من له أحقية قيادة الفريق، بلغت الى حد تشكيل فريقين مستقلين نتيجة الحروب التي خاضها مجموعة من الوافدين الجدد على النادي من أجل الانفراد بالرئاسة، وهي الحروب الشبيهة الى حد كبير بما تشهده مجموعة من الدول الافريقية من “انقلابات عسكرية” للإطاحة بنظام “الحكم”.

آخر انقلاب ناجح شهده فريق النادي المكناسي، كان ذلك الذي نفده رضوان مرزاق الرئيس، العاطل عن العمل كما وصف نفسه في تسجيل صوتي، وذلك قبل ثلاثة مواسم حينما انقلب على أعضاء مكتبه، لينقسم النادي بعد ذلك الى فريقين مستقلين، حسمت العصبة الجدل في شرعيتهما مع أولى مباريات الموسم الكروي بعد ولوجهما معا رقعة الملعب، ليظفر جناح رضوان مرزاق بالشرعية “المؤقتة”.

بعدها تدخلت سلطات عمالة مكناس والمكتب المديري للنادي المكناسي بهدف وضع الفريق على سكته الصحيحة، فتم استقطاب بعض الشخصيات التي قد تحظى بالاجماع، فوقع الاختيار في بادئ الأمر على جواد باحجي، الذي انتخب رئيسا بعد تقديم رضوان لاستقالته، في اجتماع رسمي، ليسقطه بعد ذلك شرط الإنخراط، ثم جيء بعد ذلك بلجنة لتصريف الأعمال مدعومة من طرف السلطات، قادها أحد رجال الأعمال المسمى تاعرابت، ليفشل في ضبط ايقاعها بسبب استمرار حالة الانقسام التي ميزت اعضاءها، ثم جيء بعد ذلك بكريم العراقي، الذي نجح في استقطاب مجموعة من رجال الأعمال الشباب بمدينة مكناس، الذين نجحوا في إعادة بناء جسر الثقة وضخوا في ميزانية الفريق سيولة مهمة مكنته من تحقيق استقرار مادي ونفسي، بعد سلسلة احتجاجات قادها مستخدموا النادي ولاعبوه.

خلال كل هذه الفترة، كان الرئيس رضوان مرزاق، يقدم نفسه رئيسا للنادي المكناسي رغم كونه قدم استقالته، وشغل منصب الكاتب العام للجنة تصريف الأعمال التي سيرت النادي خلال الموسم السابق، والتي قادها كريم العراقي ونائبه يوسف بلكورة، قبل ان ينطلق هذا الموسم بمعاودة مرزاق، بتقديم نفسه كقائد للفريق بشكل منفرد، حيث أبرم عدة عقود تفتقد للشرعية مع لاعبين جدد وطاقم تقني جديد، وهو ما أثار حفيظة باقي أعضاء لجنة تصريف أعمال النادي، التي لجأت إلى تحكيم العصبة ومعها الجامعة.

هذا وأصدرت العصبة الوطنية هواة، قرارا يمثل “انقلابا” ناعما على الرئيس  “الفاقد للشرعية القانونية”، حيث خلص اجتماع ترأسه رئيس العصبة مع “فعاليات النادي المكناسي” إلى منح الشرعية لقيادة هذا الأخير لنائب رئيس لجنة تصريف الأعمال يوسف بلكورة، بعد استقالة رئيسها كريم العراقي، في أفق عقد جمع عام داخل أجل لا يتعدى شهرا واحدا، ثم عرض رضوان مرزاق على لجنة الاخلاقيات.