بحضور السفير الفلسطيني.. هذه كلمة الباحث طارق عبيبو في ندوة حول “المغرب والقضية الفلسطينية”

نظمت مؤسسة “صفروبريس” للإعلام، بشراكة مع مركز النهار للدراسات الاستراتيجية، ندوة وطنية تحت عنوان “الخصوصية المغربية وتفردها في الدعم الفاعل والميداني للقضية الفلسطينية ركيزة جوهرية من الثوابت الوطنية”، بحضور جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب، وذلك يوم الجمعة 21 ماي على الساعة السابعة مساء.

وإلى جانب الشوبكي، شارك في الندوة، التي جرت أطوارها عن بعد، كل من ادريس قريش، بصفته أستاذا للعلاقات الدولية ووزيرا مفوضا في التقاعد، وأحمد درداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، الذي يشغل أيضا منصب أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، إلى جانب عبد الوهاب الجايي أستاذ التعليم العالي للأديان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله.

وتكفل طارق عبيبو، الباحث بسلك الدكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بتسيير الندوة.

وعبر طارق عبيبو، في كلمته، عن إيمانه الراسخ بأن القضية الفلسطينية هي أهم قضية في عالمنا المعاصر التي طرحت منذ نهاية الدولة العثمانية، ومرت بمحطات تاريخية تستدعي الوقوف والمراجعة، فمنذ 1922 الاحتلال البريطاني، مرورا بوعد بلفور 1917، وبداية هجرة اليهود ما بين 1922 و1947 إلى فلسطين، يضيف المصدر ذاته، تبعتها خطة التقسيم سنة 1948 وما تلاها من حروب ودمار وتشريد للشعب الفلسطيني ومصادرة حقوق الفلسطينيين في حروب 1967 و1973، ومجازر صبرا وشتيلا 1982.

وفي خضم كلمته، أشار عبيبو أيضا إلى  القرارات الأممية الداعية إلى إجراء مفاوضات سلام كقرار 338، وتأكيد الجمعية العامة سنة 1974 على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والاستقلال الوطني والسيادة الفلسطينية وحق العودة، وظهور انتفاضة 1987 ضد الاحتلال وتضحيات الشعب الفلسطيني بكل معاني التضحية في سبيل إقامة دولة فلسطين سنة 1988.

وفي 1991، أوضح المصدر نفسه، تم عقد مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل وفلسطين استنادا على قرار مجلس الأمن 242 و 338، وتم الاعتراف المتبادل، يتابع عبيبو، بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتم منح فلسطين الحكم الذاتي في اتفاق أوسلو.

وقد أرجأ مؤتمر 1993، حسب مداخلة الأستاذ الباحث، بعض القضايا إلى مفاوضات الوضع النهائي التي تناولها في مؤتمر كامب ديفيد سنتي 2000 و 2001 في طابا. قبل أن يستطرد متابعا أنه قد تمت انتفاضة ثانية سنة 2000 وقضت المحكمة الدولية بعدم شرعية الجدار الفاصل، مردفا، أنه في سنة 2002 أكد مجلس الأمن رؤية الدولتان وتلتها مبادرة السلام العربية سنة 2003، وفي سنة 2005 سحبت إسرائيل مواطنيها من غزة، وفي 2006 قدمت اللجنة الرباعية مساعدة للسلطة الفلسطينية وبعدما استولت حماس على غزة سنة 2007 فرضت إسرائيل حصارا على القطاع وفشل اتفاق انابوليس.

متابعا عرض المحطات التاريخية التي مرت عبرها القضية الفلسطينية، أبرز طارق عبيبو أنه في سنة 2008 تم تبني قرار 1860 وفي سنة 2009 تم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية بدعم دولي وانهارت جولة المفاوضات سنة 2010، وفي سنة 2011 اعترفت اليونسكو بفلسطين عضوا فيها، ثم في سنة 2012 منحت لفلسطين مركز دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.

أما سنة 2014، يذكر المصدر ذاته، أنه قد تم الإعلان عنها كسنة للتضامن مع الشعب الفلسطيني واشتعلت الحرب والاقتتال بين إسرائيل والفلسطينيين سنة 2016 وصدور قرار 1334 بشأن المستوطنات.

ووصولا إلى سنة 2020، ذكّر مصدرنا بصدور تقرير من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن مؤسسات الأعمال المشتركة في أنشطة تتعلق بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينية.

هذا وأردف عبيبو في كلمته أنه بالنظر إلى ما قامت به إسرائيل من اعتداء على المسجد الأقصى ومحاولة تهجير سكان في حي الشيخ جراح وإشعال الحرب من جديد بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وتجديد الاشتباكات والاقتتال الذي يضر، على حد تعبيره، بالمدنيين والأطفال والنساء والمنشآت الحيوية الشيء الذي يعيد القضية إلى نقطة الصفر ويضرب كل المجهودات عرض الحائط.

وفي ختام كلمته خلص طارق عبيبو إلى أنه بالنظر إلى الدور الريادي الذي يقوم به المغرب في تناول والتعاطي مع القضية الفلسطينية ومدينة القدس بما فيها المؤسسات الدينية حيث تعتبر القضية الفلسطينية في المستوى نفسه مع قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية وما يضطلع به جلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال رئاسته للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس من مهام جد أساسية تجاه ما تتعرض له فلسطين من اعتداء وخصوصا الدعم المالي والصحي والاجتماعي والسكن بعيدا عن مواقف الدول التي تكتفي بالبلاغات، نظم مركز النهار للدراسات الاستراتيجية والإعلام هذه الندوة في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها الشعب الفلسطيني من أجل تسليط الضوء على ملابسات القضية والواقع الفلسطيني والدور الطلائعي الذي يضطلع به المغرب  لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.