“منعوا” من رفع تظلمهم إلى ملك البلاد!.. استمرار معاناة مستخدمي وأيتام الخيرية الإسلامية بصفرو

رفع مستخدمو الجمعية الخيرية الإسلامية بصفرو تظلمهم إلى الملك محمد السادس بعد أزيد من 15 شهرا بدون أجر.

وقال المستخدمون في لافتة بباب مقر الجمعية الخيرية دار الأطفال بصفرو أنه “بعد عدة شكايات تم توجيهها إلى السلطات والمصالح المعنية، مستخدمو مؤسسة الجمعية الخيرية يرفعون تظلمهم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، قبل أن تتم إزالتها من طرف السلطة بعد ليلة واحدة من وضعها.

وفي هذا السياق، قال منعم بن عزوز، مستخدم بالجمعية المسيرة للخيرية، أنهم قاموا بتعليق اللافتة على الساعة الرابعة زوالا قبل أن يفاجؤوا بإزالتها في اليوم الموالي على الساعة التاسعة صباحا من طرف قائد وعون سلطة.

وتساءل المصدر ذاته، في تصريح لجريدة “الديار”، عن الأسباب الكامنة وراء “منع السلطة لرفع تظلمنا إلى صاحب الجلالة، في الوقت الذي لم تقدم فيه أي حل لمعاناة أزيد من 10 مستخدمين و4 أيتام، والتي استمرت لأزيد من 15 شهرا”.

وأضاف بن عزوز أنهم تلقوا العديد من الوعود لكن لم تتم ترجمة أي منها على أرض الواقع، مشددا على أنه مباشرة بعد توجيه تظلمنا إلى ملك البلاد وإزالة اللافتة تلقينا وعدا شفويا بحل المشكل في ظرف 15 يوما على أبعد تقدير، قبل أن يتابع بحسرة: “انقضى شهر تقريبا دون أن يظهر أي بريق أمل في الخروج من الأزمة الخانقة التي نرزح تحتها”.

وكان مستخدمون بالجمعية الخيرية الإسلامية قد وجهوا شكاية إلى عامل إقليم صفرو، في وقت سابق، حول حرمانهم من أجورهم لأزيد من سنة إضافة إلى تعرضهم للإهانة والابتزاز والتهديد من طرف بعض أعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية.

وحسب نص الشكاية، موجهة كذلك إلى باشا المدينة ومندوبية التعاون الوطني ووكيل الملك بابتدائية صفرو، فإن رئيس الجمعية المسيرة للخيرية الإسلامية تهرب من مسؤوليته بدعوى أنه لم يعد مسؤولا عن الجمعية وأنه قدم استقالته، قبل ان يضيف المحتجون أن (ع.و)، مستخدم مقرب من بعض أعضاء الجمعية، يقوم بجمع الأكرية من أصحاب المحلات التابعة للمؤسسة.

وأفاد المصدر ذاته، أن عملية تحصيل أكرية المحلات تتم بدعوى تأدية أجور المستخدمين، لكن لا يستفيد منها سوى (ع.و) نفسه ومنظفة وحارس المؤسسة فقط.

وكشف المستخدمون، في الشكاية ذاتها توصلت جريدة “الديار” بنسخة منها، عن تعرضهم للابتزاز والتهديد من أجل تقديم تنازلات عن الشكايات والدعاوى المرفوعة ضد الجمعية، مشيرين إلى وفاة أحد المستخدمين، الذي لم يجد المال لاقتناء الدواء بعد رفض تمكينه من أجره.

إلى ذلك كشف متضرر، في تصريح لجريدة “الديار”، أنه، و12 مستخدما آخرين موزعين بين الإدارة والمطبخ والنظافة والتأطير التربوي، لم يتوصلوا برواتبهم منذ 15 شهرا بالضبط، مشيرا إلى أن أزمتهم انطلقت قبل “جائحة” كورونا”.

مصدرنا أفاد أن الجمعية المسيرة للخيرية دار الطفل، كانت تتعلل بـ”الحجز” على حسابها البنكي، قبل أن تبدأ في تحميل “كورونا” المسؤولية، مضيفا أن رئيس الجمعية، وفي خطوة للهروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية، قام بتقديم استقالته.

وأشار المتحدث نفسه أن اجتماعات عقدت بحضور باشا المدينة لإيجاد حل لوضعيتهم دون جدوى، بسبب عدم التزام أعضاء الجمعية بمخرجات هذه الاجتماعات، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تخصيص مداخيل أكرية أزيد من 20 محلا في ملكية الخيرية لتسوية أوضاع المستخدمين، “لنتفاجأ باستفادة مقربين من أعضاء الجمعية فقط”، يضيف المستخدم بغضب.

وفي السياق ذاته، حمل مصدر الجريدة مسؤولية وفاة المستخدم عمر الحليمي إلى المسؤولين مرجعا سبب وفاته إلى “الفقسة” والحكرة” اللذين تعرض لهما المرحوم، بعد تهديده وابتزازه من طرف البعض للتنازل عن الدعوى التي رفعها ضد الجمعية المسيرة للخيرية للحصول على حقوقه.

“حتى الأيتام، يتابع المصدر نفسه، لم يسلموا من سوء تدبير الجمعية”، قبل أن يسترسل موضحا أن 4 أيتام، نزلاء الخيرية، يضطرون للبحث عن قوتهم اليومي خارج أسوار الخيرية بسبب “قطع” الأكل والشرب عنهم منذ بداية “جائحة” كورونا”.

مصدر الجريدة تساءل عن مصير الأموال الخاصة بالخيرية والدعم الذي تتلقاه، مشددا على أن الخيرية تملك عقارات وتحصل على دعم التعاون الوطني إضافة إلى دخل من المجلس الجماعي عبارة عن “رسم إضافي عن الذبح” بالمجزرة الجماعية، “ناهيك على مساهمات المحسنين” يردف المتحدث نفسه.

وخلص المستخدم إلى ضرورة فتح تحقيق في طريقة صرف أموال “الخيرية” وإيجاد حل لمعاناة الأيتام والمستخدمين قبل أن تتطور الأمور إلى مأساة اجتماعية.

يشار إلى أن رئيس الجمعية كان قد نفى كل الاتهامات الموجهة إليه من طرف المستخدمين، قائلا، في تعقيب لجريدة “الديار” على ما يتم ترويجه، أن لا علاقة باتت تربطه بالجمعية المسيرة للخيرية الإسلامية بصفرو منذ 24 فبراير 2020، تاريخ تقديمه استقالته.

وقال (س.ح) أنه حاول مساعدة السلطة المحلية ومندوب التعاون الوطني من أجل إيجاد مخرج للأزمة التي تتخبط فيها الخيرية الإسلامية بصفرو رغم تقديمه استقالته لأسباب إنسانية وأخلاقية، محملا المسؤولية لبعض “الانتهازيين” و”المستهترين” بالعمل الخيري والتطوعي.