مغرب 2021.. دواوير بإقليم تاونات تعيش “تحت الحصار” وهؤلاء “خارج التغطية”

تعيش دواوير بإقليم تاونات في عزلة تامة بسبب الأوحال ووضعية الطريق التي تربطهم بالعالم الخارجي.

وقال سكان دواوير “الجبابرة” السفلى والعليا و”برارين” السفلى والعليا و”الرضاونة”، بجماعة الورتزاغ دائرة غفساي، أنهم يجدون صعوبات شديدة في التنقل من الدواوير إلى مركز الجماعة أو مناطق أخرى بسبب الوضعية الكارثية للمنفذ الوحيد لساكنة هذه الدواوير للعالم الخارجي، خصوصا بعد التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة مؤخرا.

وشددت الساكنة، في تصريحات لجريدة “الديار”، على أن الطريق أصبحت غير صالحة للدواب فبالأحرى للمركبات، مشيرة إلى أن المنطقة تعيش “تحت الحصار” وفي ستينيات القرن الماضي وليس في مغرب 2021 بسبب الأوحال والحالة المتردية للطريق.

وعبر سكان هذه الدواوير عن غضبهم من “لامبالاة” المسؤولين أمام وضعيتهم وظروفهم الصعبة والناجمة عن حالة هذا المقطع الطرقي، الذي لا يتعدى 5 كيلومترات تقريبا، رغم، ما وصفوه بإشاعة “فك العزلة عن العالم القروي” التي تنشرها المجالس المنتخبة والسياسيون خلال فترة الانتخابات، محملين مسؤولية معاناتهم اليومية لمجلس الجهة والمجلس الإقليمي لتاونات ولرئيس جماعة الورتزاغ، الذين يوجدون “خارج التغطية” حسب المتضررين.

وفي هذا الإطار، أوضح مصدر مطلع أن مشاريع مجلس جهة فاس مكناس تعاني من غياب العدالة الاجتماعية ومن تأثير، ما أسماه، “اللوبي” المهيمن على الهيئة، موضحا أن أغلب المشاريع المندرجة ضمن برنامج “فك العزلة عن العالم القروي” تمت برمجتها وفق حسابات سياسية وانتخابية.

وأضاف المصدر نفسه، في حديث لجريدة “الديار” أن سياسة امحند العنصر، رئيس جهة فاس مكناس، حرمت أعدادا كبيرة من المواطنين من الاستفادة من برامج الجهة، مقدما ساكنة دواوير “الجبابرة” السفلى والعليا و”برارين” السفلى والعليا و”الرضاونة” بجماعة اورتزاغ الآهلة بالسكان كمثال، في الوقت الذي تبرمج طريقا سيستفيد منها دوار واحد، فقط، لأنه يقع في منطقة نفوذ “اللوبي”.

“أكثر من هذا، يقول مصدرنا، مجلس العنصر يخصص ميزانية مهمة لإعداد أو تهيئة طرق مصنفة، من المفروض أن تتكلف بها وزارة التجهيز ويستثني الطرق غير المصنفة التي تربط القرى والدواوير بالعالم الخارجي”.

كما حمل المتحدث نفسه مسؤولية معاناة سكان هذه الدواوير إلى محمد السلاسي، رئيس المجلس الإقليمي لتاونات عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حرم، هو أيضا، المنطقة من مشاريع المجلس، “أو، على الأقل، يخصص بعض الآليات التي يملكها المجلس الإقليمي لتهيئة هذا المنفذ الطرقي”، يسترسل مصدرنا بحنق.

وعن دور عبد الرحمن بريول، رئيس جماعة الورتزاغ عن حزب الاستقلال، والتي تقع هذه الدواوير تحت نفوذه، أكد الأهالي أن ابن منطقتهم لم يقم باي مبادرة لمساعدتهم على تجاوز المشاكل التي ترزح تحتها الساكنة بسبب الوضعية الكارثية للطريق، مشددين على أنه يخصص آلية واحدة لـ”ترقيع” بعض المقاطع من الطريق، يوما واحدا كل سنة.