في لجنة ضد “لوبي” المقالع.. “باراكا من الكاريانات” تلم شمل المجتمع المدني بصفرو وهذه مطالبه

استطاع شعار “باراكا من الكاريانات” أن يجمع شمل جمعيات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والسياسية بمدينة صفرو في ” لجنة المجتمع المدني للرصد والتتبع والترافع عن البيئة ” لمواجهة أرباب المقالع بإقليم صفرو.

وفي أولى خطواتها، وجهت “لجنة المجتمع المدني للرصد والتتبع والترافع عن البيئة بإقليم صفرو” بيانا إلى الرأي العام، نتوفر على نسخة منه، تطالب فيه الجهات المعنية بالتوقف النهائي عن منح اي ترخيص لمقالع جديدة للرمال والاحجار بالإقليم.

كما دعت اللجنة إلى وضع ميزان ومراقبة كل المقالع وتوفير كل الظروف المواتية لتتبع الاشغال بالمقالع من طرف الجهات المختصة مع وضع مكاتب مندمجة خاصة بالمقالع في الجماعات الترابية التي تتواجد المقالع بدائرتها من أجل المراقبة والتتبع مع استعمال التقنيات الحديثة في دلك.

وطالبت فعاليات المجتمع المدني بإيفاد لجنة وزارية مشتركة من مختلف المتدخلين المؤسساتيين لمراقبة مدى احترام المقالع لدفاتر التحملات والقيام بزيارة ميدانية للمقالع المهجورة للاطلاع على الخراب والكوارث البيئية مع مطالبة اصحابها بإعادة هيكلتها او مصادرتها عن طريق القضاء.

وناشد الإطار الجديد المجلس الأعلى للحسابات ومصالح وزارة المالية مراجعة مداخيل الضرائب المتحصلة من المقالع بالجماعات المتواجدة في ترابها ومدى تطابقها مع الواقع، داعية كل المنظمات الدولية والوطنية العاملة في المجال البيئي والأمم المتحدة” العمل المناخي” أن تضع في أجندتها هذه القضية التي تؤثر سلبا على المناخ.

إلى ذلك، أشارت “لجنة المجتمع المدني للرصد والتتبع والترافع عن البيئة بإقليم صفرو”، في البيان ذاته، إلى أن المنطقة تعاني، منذ عشرات السنين، من التزايد المضطرد لمقالع الرمال والاحجار حتى بلغ الى غاية هذه السنة  2020 مستوى غير مسبوق في عدد المقالع ، مشيرة إلى أن أغلبها يتواجد على مشارف التجمعات السكنية بالمدن والقرى.

وقالت اللجنة البيئية: “إذا كان دور المقالع في التنمية الاقتصادية حقيقة غير قابلة للجدل إلا أن ذلك يجب ان يكون في إطار التنمية المستدامة التي التزم بها المغرب في مختلف المحافل الدولية واعطته الريادة في هدا المجال باحتضانه ” المؤتمر العالمي للمناخ كوب 22″ ومقرونا بالاحترام التام لدفتر التحملات خصوصا في الجانب الصحي والبيئي “.

وأفاد البيان أن مدن البهاليل وصفرو تعاني بصفة مزمنة من الغبار القادم من المقالع وما يسببه من أضرار بيئية للغطاء النباتي واضرار صحية للجهاز التنفسي للإنسان والحيوان على حد سواء، مضيفة أن المقالع التي تقوم باجتثاث الغابات والغطاء النباتي لا تقوم بتاتا بمشاريع بيئية لتعويض ما أتلفته كما ان تكدس المقالع غرب مدينة صفرو في منطقة من الفروض ان تكون حزام أخضر وسدود تلية لحماية مدينة صفرو من الفيضانات يهدد المنظومة الايكولوجية برمتها ويجعل المدينة في خطر دائم أمام السيول.

وتابع المصدر ذاته: “الادهى من ذلك ان المقالع المهجورة التي بقيت على مر السنين دون اعادة هيكلة اصبحت تشكل منظرا بشعا لا يخدم التوازن الطبيعي ويؤثر على جمالية المنطقة  والأخطر من ذلك التخريب الواضح الذي لحق الفرشة المائية بسبب  الحفر العمودي المفرط لبعض هذه المقالع “ويشكل المقلع المهجور المتواجد خلف “لالة رقية” نموذجا حيا ” هذا دون أن ننسى الحديث عن مآل مخلفات المقالع من حصى ومواد متفجرة وزيوت الآلات وغيرها”.

كما لم يفت اللجنة الإشارة، في بيانها، إلى الأضرار التي تخلفها الشاحنات التي تحمل منتوجات المقالع على الطرقات وعلى الساكنة وخصوصا قرب مدينة البهاليل والطريق المؤدية لجماعة كندر سيدي خيار وقرب حي مولاي اسماعيل وتجزئة المنزه وغابة الصنوبر بمدينة صفرو، وهو ما كان محط شكايات وتظلمات كثيرة من طرف الساكنة، قبل أن تتساءل اللجنة حول مدى احترام المقالع لباقي بنود دفاتر التحملات فيما يتعلق بالواجبات الجبائية وحمولة الشاحنات وتطبيق قانون الشغل على العمال.

وفي تعليق على بيان “لجنة المجتمع المدني للرصد والتتبع والترافع عن البيئة بإقليم صفرو”، كشف حفيظ مهراز أن هذه الخطوة تأتي في سياق “الحراك البيئي” الذي تعرفه مدينة صفرو، مؤكدا أن الأمر لن يتوقف عند هذا البيان.

وقال الفاعل الحقوقي والمدني، في تصريح لجريدة “الديار” أن هناك إعداد لخطوات تصعيدية في المستقبل القريب، من بينها القيام بمراسلة الجهات المتدخلة في ملف المقالع، مشددا على أن المجتمع المدني مصر على مواقفه من خروقات “لوبي” المقالع وأنه لن يسكت أو يتراجع عن الدفاع عن الحق في بيئة سليمة قبل أن يختم حديثه للجريدة بـ”باراكا من الكاريانات”.