مع قرب الانتخابات.. عودة شباط تؤجج “الصراع” السياسي بفاس

تعيش مدينة فاس على وقع “تسخينات” سياسية، استعدادا للانتخابات المقبلة، بين أحزاب “الاستقلال” و”التجمع الوطني للأحرار” و”العدالة والتنمية” و”الاتحاد الاشتراكي”.

“تحركات” ستزداد حدتها مع اقتراب موعد الانتخابات، ومع الإعلان الرسمي عن عودة حميد شباط الأمين العام السابق لحزب “الميزان”، إلى المغرب ومشاركته في أول نشاط سياسي له، أمس الأحد ضمن الفريق الاستقلالي للوحدة والعادلية لمناقشة مشروع قانون الميزانية لسنة 2021.

وعرف حزب الاستقلال، دينامية تنظيمية، قبل عدة اسابيع، كسرت “الجمود” الذي شل الحزب بفاس منذ أن توارى حميد شباط عن الساحة السياسية الوطنية، تمثلت في تجديد عدد كبير من دوائر وفروع التنظيم بمختلف مجالس مقاطعات الحاضرة الإدريسية.

 وكشفت مصادر مطلعة لجريدة “الديار” أن الدينامية الحزبية التي يعرفها حزب “الميزان” بفاس، يشرف عليها، إضافة إلى مفتش الحزب، لجنة مشكلة من قيادات وازنة وأساتذة جامعيين، مشيرة إلى أن العملية أفرزت قيادات جديدة، لم يسبق لها أن شاركت في مختلف الاستحقاقات الانتخابية الماضية.

وأضافت المصادر نفسها أن حزب الاستقلال قام بعميلة استقطاب كبيرة بالمدينة للكفاءات، سيقوم الحزب بتكليفها بمهام محددة والدفع بها إلى الواجهة، مع تعميم الأمر على جميع الهيئات الموازية.

من جهته يحاول حزب التجمع الوطني للأحرار تجاوز الضربات المتتالية التي لحقت بتنظيمه الإقليمي منذ إعلان التخلي، من طرف المكتب السياسي، عن المنسق الجهوي السابق محمد عبو وتعويضه بمحمد شوكي.

 وفي هذا السياق، تبنت التنسيقية الإقليمية للأحرار بفاس سياسة الاستقطاب المفتوح في وجه كل القيادات الحزبية “الغاضبة” من تنظيماتها السابقة، حيث بات الحزب يعلن، بشكل شبه أسبوعي، عن انخراط جديد لـ”قيادات” من “الإخوان” و”مغضوب” عليهم من الاستقلاليين.

أما العدالة والتنمية، حسب متتبعين، فيكتفي بمحاولة تسويق، ما يعتبره بعض القياديين في الحزب، “إنجازات” عمدة المدينة، ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي المنتقدة لسياسته التدبيرية للمدينة.

وأشارت مصادر خاصة إلى “الحرب” التي خاضها بعض من رموزه المحلية دفاعا عن صفقة تفويت مواقف السيارات بالمدينة، والتي وجهت لها انتقادات حادة، توجت بحرب بلاغات بين العمدة وجريدة وطنية تحدثت عن “اختلالات” في الصفقة.

وتحت شعار “لنتوحد، لنتصالح، لننفتح.. وسنعود”، يستعد الاتحاد الاشتراكي للانتخابات المقبلة، عبر تنظيم لقاءات تواصلية و”تصالحية” بين الاتحاديين بمدينة فاس، حيث دعا الكاتب الإقليمي لحزب “الوردة” إلى لم الشمل من أجل مصلحة المدينة.

إلى ذلك، أفادت مصادر خاصة لجريدة “الديار” أن المشهد السياسي بالمدينة العليمة يتسم بضبابية شديدة، تفاقمت حدتها بسبب مخلفات جائحة “كورونا” وآثارها على ساكنة فاس اجتماعيا واقتصاديا، وكذا إثر الارتباك الحاصل في طريقة تدبير المدينة والانتقادات المصاحبة لها، إضافة إلى انعدام الثقة في التنظيمات الحزبية.

 وقالت المصادر ذاتها أن عودة حميد شباط، في هذا التوقيت، خلطت الأوراق لدى بعض التنظيمات السياسية بفاس، مرجحة أن يشكل إعلان عمدة المدينة السابق والبرلماني الحالي عن عودته إلى العمل السياسي مناسبة لاحتدام التنافس و”الصراع” السياسي بين حزب الاستقلال وحزب الأحرار بالإضافة إلى حزب العدالة والتنمية ذو الكتلة الناخبة القارة.