“رحلة” من صفرو إلى فاس تكسر أمل صانعة تقليدية.. بنقضا لـ”الديار”: إهمال المديرية الإقليمية ضيع حلم فوزي بجائزة

محبط جدا أن يقضي شاب أو شابة في مقتبل العمر أياما عديدة وأشهرا مديدة يحاول إخراج أفكاره، التي قاده إليها شغفه بمهنة أو صنعة تقليدية، إلى أرض الواقع، لتمثُل في أبهى حلة، بعد أن علل نفسه بالآمال منتظرا حدوثها، وهو ما لا يحدث بفعل فاعل، لا بنقص إبداع أو اجتهاد!
وهو ما حدث بالفعل مع الصانعة التقليدية والمقاولة الذاتية في مجال النحث على الخشب فاطمة الزهراء بنقضا التي أخرجت منتوجا خشبيا من إبداعها إلى أرض الواقع بهدف المشاركة في مسابقة أمهر صانع(ة)، قبل أن يضيع حلم الفوز بالجائزة بسبب ما وصفته بإهمال مديرية الصناعة التقليدية بإقليم صفرو.

وأفادت بنقضا أن هذا المنتوج لم يكن مجرد خشب منحوث، بل ثمرة شهور من التعب، السهر، والإبداع، وكل تفصيلة فيه كانت نابعة من حبها للصناعة التقليدية، لكن للأسف، تستدرك، منتوجها تعرّض للكسر (قرن المنتوج) أثناء عملية نقله من طرف المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بإقليم صفرو، مما أثّر بشكل مباشر على تقييم اللجنة وحرم منتوجها من المنافسة، مؤكدة أن هذا الضرر لم يمسها لوحدها بل مسّ كل صانع تقليدي يحلم أن يشاهد عمله مُقدَّرا ومحترما.


وفي تصريحات خصت بها جريدة “الديار”، أعربت فاطمة الزهراء عن عميق حزنها إثر تعرض ثمرة جهدها للكسر بسبب الإهمال، خاصة وأن العمل المقدم من طرفها قضت في إنتاجه ما يزيد عن شهر، موضحة أنه للمشاركة في المسابقة المطلوب من المشاركين وضع المنتوج لدى المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بصفرو ليتكلفوا بتوصيل جميع المنتوجات لفاس، لكن أثناء نقل المنتوج كُسر “ومكلفوش راسهم يصونيو يعلموني راه تهرس غير نصلحو و دوزوه قدام اللجنة هكاك، حتى كنشوف الصور صفحة كتابة الدولة منتوج مهرس”، على حد تعبيرها.

وبعدما اكتشفت أن منتوجها قد كسر، تقول محدثتنا، أنها اتصلت بمديرة المديرية الإقليمية لكي تفهم منها تفاصيل الواقعة، لكنها نفت أن يكون الكسر وقع في المديرية أو في الطريق إلى فاس، حيث اخبرتها:” أنا سيفطت المنتوجات مكانوش مهرسين أو تواصلت مع الناس ديال فاس قالو ليا المنتوجات كاملين وصلو مافيهم والو”، فردت عليها محدثتنا بأن الصورة التي نشرت على صفحة كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية تظهر أن “المنتوج مهرس”، وأنه من حقها أن تُشعَر بالأمر، حتى يتسنى لها إصلاح الكسر، لا أن يعرض كما هو ويتم الحكم عليه بأنه منتوج ناقص، وبالتالي تم إقصاؤه من المرحلة الأولى.


وأضافت فاطمة الزهراء بنقضا: “أنا كنشوف السبب الرئيسي هي قلة المسؤولية ديالهم أو حتى سبب إقصاء المنتوج هادشي علاش كنطالب بالتعويض عن الضرر”.
وناشدت الصانعة التقليدية بنقضا، ابنة مدينة صفرو، وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بفتح تحقيق عاجل، وإنصافها بما يضمن حقها، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تستنزف من الصانعين مجهود شهور أو سنين.