هل دخلت “SOS” في “تحد” مع السلطة بصفرو؟.. “العبودية” تُغرق “حديقة المغرب” في الأزبال

نظم العشرات من عمال ومستخدمي شركة “SOS”، المفوض لها تدبير النفايات المنزلية بصفرو، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم والمجلس الجماعي للمدينة.

وحسب عريضة موجهة إلى إبراهيم أبو زيد، عامل إقليم صفرو، حصلت جريدة “الديار” على نسخة منها، فإن العمال الغاضبين لجؤوا إلى الاحتجاج لرفع الضرر ولطلب فتح تحقيق في الممارسات المسيئة التي يتعرضون لها من طرف مسؤول بالشركة.

وأورد عمال شركة النظافة بصفرو أنهم يتعرضون لممارسات لا قانونية ولا إنسانية، من طرف مسؤول بالشركة، تهدد كرامتهم واستقرارهم المهني والأسري.

وكشف الغاضبون، في الشكاية الجماعية الموجهة إلى المسؤول الأول بالإقليم، بعضا من الممارسات، وفق تعبيرهم، مشيرين إلى إجبارهم على العمل جون أي تعويض عن الساعات الإضافية، و”الابتزاز” المستمر وعدم احترام الحد الأدنى للأجور، والحرمان من عقود العمل والوثائق القانونية، إضافة إلى الضغط النفسي والمعاملة الحاطة من الكرامة وغياب الحوار والتواصل المهني.

وطالب عمال شركة “SOS” بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في الموضوع من خلال زيارة ميدانية للشركة والاستماع إلى المستخدمين.

كما التمس “الغاضبون” فتح تحقيق في مدى احترام الشركة لدفاتر التحملات، وفيما إذا كانت “SOS” تلتزم بالمعايير القانونية والإنسانية المنصوص عليها، ضمانا لحقوق العمال المشروعة.

إلى ذلك، أجمعت تصريحات عدد من “الغاضبين” لجريدة “الديار” على استنكار الممارسات غير الأخلاقية للمسؤول المذكور، في شكايتهم إلى عامل الإقليم، مشيرين إلى “الحكرة” و”الاستفزازات” التي تطالهم، قبل أن  يشددوا، في نفس الوقت، على أن تصرفاته أصبحت لا تطاق بعد أن بلغ تطاوله على العمال حد وصف أحدهم بـ”البغل”، وفق تعبيرهم، ليؤكدوا بشكل قاطع على رفض “استعبادهم” من طرف المسؤول المذكور.

“بل أكثر من ذلك، فإن المسؤول يعمد إلى تصوير العمال خارج الضوابط القانونية، وخارج أوقات العمل، لأسباب غير معلومة”، تضيف المصادر، قبل أن تتحدث عن توجيهه لإنذار كتابي لأحد العمال، فقط لأنه استفسر، بكل أدب، عن أسباب تصويره بعد نهاية دوامه، في غياب أي نص قانوني يسمح بذلك.

وعن مخرجات الحوار مع السلطة بحضور رئيس المجلس الجماعي وممثل عن الشركة، أكدت المصادر أنه تم وضع المسؤولين في الصورة، لتتم مطالبتهم بالعودة إلى العمل، حتى لا تغرق المدينة في الأزبال، مع وعد بعقد اجتماع في الأسبوع المقبل بحضور ممثل عن وزارة التشغيل.

“مباشرة بعد الاجتماع، رفض مسؤولو الشركة عودة العمال “المحتجين” إلى العمل”، توضح المصادر لجريدة “الديار”، بدعوى استقدام عمال من مدينة فاس، فقط لتبدو في موقف “قوة”، حسبها، وهو ما اعتبرته فعاليات “تحديا مثيرا” لوساطة السلطات وقراراتها، مما أدى إلى انتشار الأزبال في أزقة وشوارع المدينة أمس الثلاثاء، بعد اقتصار الشركة على جمع النفايات من الشوارع الرئيسية فقط.