تزامنا مع إعلان نتائج البكالوريا.. “المتصرفون التربويون” بفاس مكناس ينتفضون في وجه مدير الأكاديمية

أفاد المكتب الجهوي فاس مكناس لنقابة المتصرفين التربويين أنه في ظل تصاعد التوتر والاحتقان داخل جهة فاس مكناس، وبعد توالي ما وصف بـ”الخروقات والتجاوزات التي تطال حقوق المتصرفين التربويين”، فقد عقد اجتماعا طارئا من أجل “تدارس الوضع المتأزم؛ الذي بات يهدد الاستقرار المهني والنفسي لنساء ورجال الإدارة التربوية بالجهة، ويقوض مبادئ الحكامة والإنصاف داخل المنظومة التربوية”.
وخرج المكتب عقب الاجتماع ببيان سجل من خلاله بكل أسف واستياء “تنصل الأكاديمية الجهوية من تنفيذ مضامين المذكرة الوزارية رقم 4966/24 المتعلقة بصرف مستحقات أطر الإدارة التربوية فوج 2015، وضربها عرض الحائط بالمراسلتين الوزاريتين رقم 4499/24 و4917/24 بخصوص الأعباء الإدارية ومؤسسات التكليف وتعويضات الحراس العامين لأكثر من 600 تلميذ”.
كما سجل البيان، توصلنا بنسخة منه، التحايل الممنهج في تنفيذ المذكرة الوزارية رقم 3610/24 بشأن شغل المناصب الشاغرة ومنح التعويضات، وذلك بمنح تكليفات عوض التعيينات الرسمية، في استخفاف تام بحقوق المتصرفين التربويين، قبل أن يعرب عن إدانته عملية التزوير التي شابت الحركة الانتقالية لسنة 2025، من خلال فتح مناصب غير شاغرة والتستر على أخرى شاغرة، خصوصا في مديريات فاس، مكناس، تاونات.
وشجب البيان “القرار التعسفي للسيد مدير الأكاديمية في حق مديرة مدرسة عبد الله الشفشاوني – جماعة سايس – مديرية فاس، وذلك بعد إدراج منصبها ضمن لائحة المناصب الشاغرة رغم توفرها على تعيين وزاري قانوني”، مسجلا ما وصفه بـ”التمادي في التماطل غير المبرر في صرف تعويضات التنقل، مع غياب الشفافية والمعايير الواضحة في تحديد المستفيدين وكيفية الصرف”، و”عدم احترام القرار المشترك رقم 145-24 المؤرخ في 31 أكتوبر 2024، والمتعلق بتعويضات الإشراف على الامتحانات، خصوصا في مديريتي صفرو ومولاي يعقوب”.
وأشار أيضا إلى”الضبابية والتعامل الانتقائي في صرف تعويضات الحراس العامين والنظار عن المشاركة في الامتحانات الإشهادية، في غياب أي توحيد أو عدالة في المعايير”، فضلا عن “حرمان بعض المتصرفين التربويين فوج 2020-2022 من السنوات الاعتبارية في الحركة الانتقالية لسنة 2025، في تناقض صارخ مع مبدأ تكافؤ الفرص”.
كما عبر المصدر عن استغرابه الشديد من استثناء المدارس الجماعاتية والمدارس ذات الملحقات من النقط الاعتبارية في الحركة الانتقالية، عكس ما تم اعتماده السنة الفارطة.
وبناء على ما سبق، دعا المكتب الجهوي عموم المتصرفات والمتصرفين التربويين لخوض وقفة احتجاجية إنذارية يوم الاثنين 16 يونيو 2025، على الساعة 11:00 صباحاً، أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس مكناس، للتنديد بهذا العبث الإداري الممنهج، قبل أن يطالب بإيفاد لجنة وزارية مركزية للتحقيق العاجل في كل الخروقات والانزلاقات التدبيرية الخطيرة التي تُمعن في ضرب الثقة في الإدارة الجهوية، وتعيق أي أفق لإصلاح حقيقي داخل المنظومة التربوية الجهوية، على حد تعبير البيان.
“إن المكتب الجهوي إذ يرفع هذا البيان للرأي العام، فإنه في الوقت نفسه يحذر من الانعكاسات الوخيمة لهذا التدبير الإداري المنحرف والشطط في استعمال السلطة، ويؤكد على أن كرامة المتصرف التربوي وخدمة المدرسة العمومية خطوط حمراء لن يتم التساهل بشأنها، ويحي عاليا المناضلات والمناضلين على استمرار الانخراط في البرنامج النضالي لنقابة المتصرفين التربويين، كما ينبه السيد مدير الأكاديمية من الاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام التي ستؤدي إلى إفشال الدخول المدرسي القادم”، يخلص البيان ذاته.