كيف تحول مشروع “توأمة” إلى “إبليس”!؟.. “الديار” تكشف بالوثائق تفاصيل “رحلة” لخصم إلى إسرائيل

كعادته مع كل خرجة من خرجاته على مواقع التواصل الاجتماعي، خلق مصطفى لخصم، رئيس المجلس الجماعي لإيموزار كندر، بإقليم صفرو، جدلا واسعا، بسبب تقديمه لمعطيات حول ظروف سفره، وعضوان بالجماعة، إلى إسرائيل.

واستضاف عتيق بنشيكر، البطل السابق في فنون “القتال”، في برنامج “قهيوة ولا أتاي”، حيث اعتذر للمغاربة عن الزيارة، معلنا أن “الذهاب إلى إسرائيل أخيب حاجة درت فحياتي.. بلا تفكير”.

وقال الرئيس المثير للجدل: “لي داني “إبليس”.. كان في المعارضة والتحق بالأغلبية مع الحزب ديالو”، في وصف منه لمستشار جماعي، مضيفا: “واحد الوقت قالي عندنا شي حاجة فإسرائيل.. أنا مفكرتش، وبحال إلى عماني الله”.

وشدد في البرنامج نفسه، أنه أدى مصاريف سفره ومرافقيه، وهما عضوين من المجلس الجماعي، أحدهما هو “إبليس”، وفق تعبيره دائما، حيث ذكر: “خلصت من جيبي زبالة فلوس باش ديت.. مشينا لتم”، قبل أن يطلب “المسامحة” من جميع المغاربة، موضحا أنه لم يتوجه إلى إسرائيل عن قناعة، وليختم حديثه عن الأحداث المؤلمة التي يعرفها قطاع غزة بـ” داكشي لي طاري فغزة كيقطع القلب”.

لكن، ما حقيقة المعطيات التي قدمها مصطفى لخصم؟ ولماذا لم يتطرق إلى قصة مشروع  “التوأمة” بين إيموزار كندر ومدينة إسرائيلية؟

مصادر، في تعليقها على تصريحات “البطل” لخصم، قدمت رواية ثانية حول ظروف سفر رئيس المجلس الجماعي، حيث أوضحت أن سياق زيارة إسرائيل جاءت في إطار الإعداد لاتفاقية “توأمة” بين جماعة إيموزار كندر ومدينة “سديروت” الإسرائلية، “وليس كما صرح بكونه لم يفكر في الزيارة”أو أنه تم التغرير به”، تشرح.

وأفادت المصادر بكون مصطفى لخصم، سبق أن نشر تدوينات وصور على حسابه الشخصي بـ”فايسبوك”، بالإضافة إلى صور الزيارة قبل أن يقوم بحذفها، (نشر تدوينات) يؤكد من خلالها أن زيارته لإسرائيل، رفقة عضوين من الحماعة، تأتي تنفيذا للاتفاق المغربي الإسرائيلي بتاريخ 10 دجنبر 2020، وتمهيدا لاتفاقية التوأمة بين إيموزار كندر و”سديروت” الإسرائيلية.

من مقال للزميلة “الميادين نيوز” حول تفاصيل زيارة لخصم لإسرائيل

“ليس هذا فقط، تورد مصادرنا، فقد شهدت الفترة ما قبل الزيارة المثيرة للجدل إلى إسرائيل، بين 25 شتنبر 2023 و30 شتنبر 2023، تواصلا شخصيا بين مصطفى لخصم، بصفته رئيسا لجماعة إيموزار، وعمدة مدينة “سديروت”، حيث كشفت مراسلة، بتاريخ 23 غشت 2023، موقعة من طرف “البطل العالمي” موجهة إلى “ألون دافيدي”، حول مشروع “التوأمة”، (كشفت) أنهما اجتمعا “عن بعد” بتاريخ 2 غشت 2023.

ووفق المراسلة ذاتها، حصلت جريدة “الديار” على نسخة منها، فقد عبر لخصم عن استعداده لاستكمال المحادثات حول “التوأمة” خلال الزيارات المتبادلة (سديروت – إيموزار كندر)، والتي ستمكن من تسريع الاتفاقية التي وصفها بـ”الثمينة”.

رسالة لخصم إلى عمدة “سديروت” الإسرائيلية”

وتابعت المصادر نفسها أن مصطفى لخصم تلقى دعوة رسمية بزيارة إسرائيل، أياما قليلة على توصل عمدة “سديروت” بخطاب رئيس جماعة إيموزار كندر، نتوفر على نسخة منها، والتي جاء فيها: “تبعا لمحادثاتنا حول اتفاقية “التوأمة” بين “إيموزار كندر المغرب” و”سديروت إسرائيل”، يشرفنا أن ندعوكم لزيارة “سديروت إسرائيل” بين 25 و30 شتنبر 2023، لاستكمال المحادثات، بشكل شخصي، والتي ستمكن من تسريع التعاون الثمين”.

الدعوة التي تلقاها رئيس جماعة إيموزار كندر لزيارة إسرائيل

وزادت مصادر جريدة “الديار” أن هذه الوثائق تفند ادعاءات لخصم حول “التغرير به” أو “شي واحد داه ومفكرش”، لتخلص إلى أن “البطل” السابق ليس “قاصرا”، إلى هذه الدرجة، حتى يتم توريطه في أمور لا يقبلها.

وفيما يتعلق بمصاريف رحلة ممثلي جماعة إيموزار كندر إلى إسرائيل، سجلت المصادر أن لخصم تكفل بالصرف طيلة أيام الرحلة، مع إخباره مرافقيه بكون مصاريف الزيارة هي على حساب الجماعة، لتبرز أن المستشارين، اللذين رافقا لخصم في زيارته لإسرائيل، حصلا، في وقت سابق، على  وثائق رسمية (Prise en charge) موقعة من طرف مدير المصالح، والتي تشير إلى تكفل الجماعة بمصاريف المبيت والتغذية والنقل (تذاكر الطائرة)، في الفترة بين 25 و30 شتنبر 2023.

وثائق تشير إلى تكفل الجماعة بمصاريف مرافقي لخصم إلى اسرائيل

كما لم تستبعد مصادرنا أن تكون الجماعة قد تحملت مصاريف الرئيس أيضا، خصوصا أن عملية إعداد الميزانية لسنة 2024، مباشرة بعد الزيارة المثيرة للجدل، عرفت إضافة مصاريف جديدة مرتبطة بـ”مصاريف التوأمة”، حيث تم تخصيص 10 ملايين سنتيم للنقل بالخارح، و15 مليون سنتيم للإقامة والإطعام والاستقبال، ومليون سنتيم لشراء التحف الفنية والهدايا لتسليم الجوائز أو الهدايا للبعثات الدولية.

إلى ذلك، لم يفت مصادر جريدة “الديار” أن تنوه بطلب رئيس الجماعة “المسامحة” من المغاربة على “خطأ” زيارته لإسرائيل، لتدعوه، في السياق نفسه،  إلى الاعتذار كذلك عن تقديم معطيات “غير دقيقة” ومحاولته التهرب من تحمل مسؤولية أفعاله، وفق تعبيرها، لتختتم تصريحاتها بالاستفسار عن كيفية تحول مشروع “توأمة” إلى “إبليس”، غرر بالبطل العالمي؟