المدير الجهوي للصحة: “الاستهتار” وراء ارتفاع عدد الإصابات بكورونا ولهذا أغلقت مكناس

“قمنا بتسليم “المشعل” للمواطن للحفاظ على صحته، مع إعلان رفع الحجر الصحي، في أفق إعادة الحياة للاقتصاد، مع توصيات بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا.. لكن، للأسف، تعامل المغاربة مع الأمر بـ”استخفاف ولامبالاة”، مما رفع عدد الإصابات بالمغرب عموما وبمدينة فاس خصوصا”.

بهذه الكلمات لخص المهدي البلوطي، المدير الجهوي للصحة بفاس مكناس، أسباب ودواعي إغلاق التنقل من وإلى ثماني مدن مغربية من بينها فاس ومكناس.

وكشف البلوطي، في تصريح لجريدة “الديار”، أن أغلب سكان مدينة فاس لم يلتزموا بارتداء الكمامات ولم يحترموا التباعد الاجتماعي، “بل هناك من “نسي” تماما وجود وباء خطير، اسمه كورونا، وعاد إلى حياته، ما قبل كورونا، بشكل عادي” يقول المدير الجهوي.

وفي معرض حديثه عن وقوف المواطنين، بسبب “استهتارهم”، وراء ارتفاع حالات الإصابة بالوباء، أبرز المصدر نفسه أنه في نهاية تطبيق الحجر الصحي كان عدد الحالات لا يتجاوز 5 بمدينة فاس، قبل أن يضيف أن الحصيلة اليومية ارتفعت إلى ما يفوق 100 حالة بفاس وحدها.

وشدد البلوطي، في السياق ذاته، على أن الجميع معرض، بشكل كبير، للإصابة بالعدوى إذا لم يستعمل الكمامة بشكل سليم ولم يقم بتنظيف يديه باستمرار ولم يحترم التباعد الاجتماعي.

وفي تعليق على مسؤولية أرباب المعامل والوحدات الصناعية بفاس في ظهور “بؤر وبائية”، أوضح المدير الجهوي للصحة أنه تم تسجيل تراخي في تطبيق الإجراءات الكفيلة بالحد من تفشي الوباء ببعض الوحدات، قبل أن يؤكد على أن هذا الأمر تم احتواؤه والسيطرة عليه بشكل كامل من طرف المصالح الصحية والسلطات العمومية.

وعن أسباب إغلاق مدينة مكناس، التي لا تسجل أرقاما كبيرة في عدد الإصابات، أفاد محدثنا أن العاصمة الإسماعيلية كانت لا تسجل أي إصابات بفيروس كورونا لمدة طويلة قبل أن تعود إليها العدوى وتصل الإصابات بها إلى أكثر من 10 بشكل يومي، ملمحا إلى ان الهدف من قرار منع التنقل إليها هو الحفاظ على مواطنيها من انتشار العدوى خصوصا انها تستقبل أعدادا مهمة خلال عطل الأعياد.

ودعا المهدي البلوطي، المدير الجهوي للصحة، سكان الجهة بضرورة الحرص على التعايش مع الكمامة والتباعد واحترام قواعد النظافة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تفشي الوباء للحفاظ على الأمن الصحي، مستدلا في تأكيده على أهمية الكمامة بضرورة استعمال النظارات، مفسرا، في ذات السياق، هذه المقارنة بكون من يعانون من نقص البصر يستعملون النظارات لتفادي الوقوع وهو نفس الأمر مع استعمال الكمامة لمنع التعرض للوقوع ضحية لفيروس كورونا.

“لتفادي انتشار فيروس كورونا والوقوع ضحية له، يقول المصدر نفسه، على المرء أن يعتبر نفسه ناقلا للوباء والشخص المقابل له يحمل العدوى، وبالتالي على كل مواطن أن يتعامل على هذا الأساس ليحمي مقربيه من الداء”.

ولم يفت البلوطي، في ختام تصريحه، الإشارة إلى مخاوف السلطات والأطر الصحية من تسجيل إصابات مرتفعة بالمرض أيام عيد الأضحى، منبها سكان الجهة إلى ضرورة تطبيق الإجراءات والتعليمات التي أعلنت عنها السلطات لتمر هذه المناسبة في أحسن الظروف.

هذا وربط المدير الجهوي للصحة، في حديثه لـ”الديار” رفع حالة الإغلاق عن مدينتي فاس ومكناس بتراجع عدد الإصابات بالفيروس في الجهة، وبمدى الانخراط الفعلي للمواطن العادي وأرباب المعامل والمؤسسات في احترام التدابير الوقائية من تفشي العدوى.