مسيرة بـ”الجرارات” ضد “فيتو” المكتب الوطني للماء.. “العطش” يعيد مزارعين إلى الاحتجاج
“صفرو مدارو لينا والو!.. حنا غاديين لفاس”، هكذا رد أحد فلاحي أولاد أمكودو، بإقليم صفرو، على سؤال لجريدة “الديار”، بمناسبة تنظيمهم لمسيرة احتجاجية بجراراتهم احتجاجا على “العطش” الذي يهدد زراعتهم وبهائهم.
وخرج فلاحو “أولاد امكودو” و”الزاوية”، صباح اليوم الثلاثاء 16 يوليوز، في خطوة احتجاجية جديدة، بعد ازيد من سنة على المسيرة التي نظموها إلى عمالة صفرو تحت شعار ” لا لقطع مصدر رزقنا ورزق أبنائنا” للمطالبة بـ”حقهم في الماء”، ودخولهم في حوار من أجل إيجاد حل لمشكلتهم، ليبقى الوضع على ما هو عليه، إن لم يتطور إلى الأسوء، حسب مصادر من المنطقة.
وكشفت مصادرنا المطلعة أن “الجفاف” دمّر ضيعات الفلاحين، ولم يعد هناك مجال للصبر أو التماطل، مشيرة إلى الخطوات التي تم اتخاذها سابقا، دون أن تُخرج الفلاحين من “شبح” الإفلاس الذي صار يطرق أبوابهم.
وتابعت، في السياق ذاته، أنه وبعد الاحتجاجات السابقة، تمت دعوة فلاحي منطقة أولاد امكودو وإغزران والزاوية إلى خلق جمعيات تمثل المزارعين وتدافع عن مصالحهم أمام المؤسسات المعنية.
“وهو ما تم القيام به، تضيف المصادر، حيث دخلت في مفاوضات “ماراطونية” مع ممثلي وكالة حوض سبو والسلطة المحلية، بالإضافة إلى ممثل عن عمالة إقليم صفرو”، مبرزة أنه تم الاتفاق على السماح للفلاحين الذين جفت آبارهم، والذين يملكون رخصا قانونية، بتنقيتها وتعميقها حسب الحاجة.
لكن، تستطرد المصادر القريبة من الملف، وبعد الاتفاق على هذا الحل كمخرج من “الأزمة”، سيُصدم الفلاحون الصغار بإشهار ورقة “فيتو” المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والذي يمنع الحفر أو تعميقها في محيط آباره على مساحة 6 كيلومتر مربع، مسجلة أن أغلب ضيعات الفلاحين الصغار تقع في هذا المحيط “المحظور”، وفق تعبيرها.
وزادت مصادر جريدة “الديار” أن مسيرة اليوم تأتي لدق ناقوس الخطر، حول المجهول الذي صار يهدد المنطقة في ظل استنزاف الفرشة المائية من طرف من وصفهم بـ”الحيتان الكبيرة” بالمنطقة، الذين تتوفر ضيعاتهم الكبيرة، حسبه، على عدد غير معلوم من الآبار تملأ منها أحواض تكفي لسد احتياجات جميع فلاحي المنطقة لسنة كاملة.
وسجلت أن فلاحا يملك رخصة لثقب مائي واحد بعمق 120 مترا، لكنه، ولأسباب اقتصادية، حفر فقط 70 مترا، ومع النقص الحاد في المياه بسبب استنزاف الفرشة المائية، صار البئر جافا، ومع ذلك يتم منعه من حفر أمتار أخرى على أمل إنقاذ “رزقه” من الضياع”، تورد المصادر نفسها، قبل أن تقارن باستهجان بين هذه الواقعة، وحالة ضيعات في نفس المنطقة، تتوفر على 5 آبار أو أكثر، ربما بعضها غير قانوني.
وعن مخرجات حوار اليوم، قالت المصادر أنه تم اعتراض المسيرة، ليدخل الفلاحون في حوار مع ممثلي السلطة، الذين أشاروا إلى ظروف “الإجهاد المائي” التي تمر بها المملكة، حيث تم اقتراح السماح على الأقل بتنقية بعض الابار وتعميقها، ومن تم يقوم صاحب البئر بتزويد جيرانه بالماء، كحل مؤقت في انتظار تأهيل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لإحدى “الموارد المائية” من أجل تزويد ساكنة المنطقة بالماء الشروب.