“لوبي” معاصر الزيتون يهدد البيئة؟.. خطر “المرجان” يستنفر المجتمع المدني بتاونات

خرجت فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة بمرنيسة وحوض ورغة العليا – إقليم تاونات، ببيان استنكاري، حول ما وصفته بالخروقات الخطيرة لبعض معاصر الزيتون بإقليم تاونات.
وأوردت الفيدرالية في بيان استنكاري، توصلنا به، أن فعاليات المجتمع المدني بمرنيسة وحوض ورغة العليا – إقليم تاونات تتابع باستياء كبير وقلق شديد الممارسات غير القانونية لإفراغ مادة المرجان من بعض أرباب معاصر الزيتون بأنهار أحواض إقليم تاونات دون أي اعتبار لقوة القوانين والسلطة العمومية وأصوات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين التي تدق ناقوس الخطر للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تتكرر مع كل موسم زيتون منذ عقود.
وقد رصدت العديد من الفعاليات المهتمة بالبيئة بإقليم تاونات، حسب البيان، قيام بعض معاصر الزيتون بإلقاء نفايات عملية العصر «المرجان» مع كل موسم زيتون في المجال البيئي المجاور لها، أو بمجاري الوديان والجداول بإقليم تاونات، مما يتسبب في مشاكل بيئية لا حصر لها من تهديد الأمن المائي الاستراتيجي للمملكة المغربية، ونفوق النسيج الاحيائي بالوديان والاحواض، وخطر المياه الملوثة على جودة الأتربة والزراعة والأنشطة الفلاحية بمختلف أنواعها. فضلا عن تحرك العديد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي للتحذير من تبعات خطر تلوث المرجان، وضرورة اعتماد إجراءات حديثة لمعالجة مادة المرجان مع تفعيل القوانين الجاري بها العمل، والإجراءات الزجرية من السلطات الوصية للحفاظ على الثروة المائية والبيئية.
ولفت البيان إلى أن الملك محمد السادس، شدد خلال خطاباته وتوجيهاته الملكية السامية على ضرورة إعطاء عناية خاصة لترشيد استغلال المخزون المائي للمملكة والحفاظ على المياه السطحية والجوفية في ظل الظرفية المناخية القاسية التي يعيشها البلد، من خلال التصدي لكل ظواهر التلوث وتطبيق أقصى العقوبات الجزرية على مرتكبيها.
“وأمام إصرار بعض أرباب معاصر الزيتون على تلويث الثروة المائية الاستراتيجية، وعدم الإلتزام بالقوانين وشروط السلامة والوقاية من الأخطار البيئية، تؤكد فعاليات فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة تنديدها الشديد لإصرار وتكرار ممارسات إفراغ مادة المرجان من طرف بعض أرباب معاصر الزيتون بأنهار وأحواض إقليم تاونات التي تهدد الأمن المائي للمملكة المغربية، على اعتبار أن إقليم تاونات يحتضن أهم مخزون استراتيجي مائي تجعله المملكة من أبرز ركائز برنامجها المستقبلي لتزويد ساكنة الأحواض المجاورة من هذه المادة الحيوية”، يردف المصدر.
المصدر ذاته دعا المصالح المختصة بالسلطات الإقليمية والعمومية بإقليم تاونات وجهة فاس مكناس إلى فتح تحقيق بخصوص الخروقات الخطيرة لبعض معاصر الزيتون، مع تسريع تفعيل مقتضيات القوانين المنظمة لترشيد استغلال الثروة المائية، باعتبارها عنصرا من العناصر الحيوية، بل قيمة من القيم التي يسعى المشرع إلى حمايتها والحفاظ عليها لأهميتها وخطورتها أيضا، فقد أسبغ عليها القانون رقم 15-36 المتعلق بالماء حماية جنائية تعتبر من أبرز تجليات الحماية القانونية للبيئة، بالنظر لما للجزاء الجنائي من أثر في بسط سيادة القانون من لدن القضاء الجنائي.
الفيدرالية دعت أيضا المصالح الوصية بتفعيل المنشور رقم: 8س/ر ن ع الصادر عن رئاسة النيابة العامة بتاريخ 24 يناير 2018 الداعي لتفعيل دور الشرطة المائية وضرورة تحريك مساطير العقوبات القضائية ضد مرتكبي الخروقات التي تهدد الثروة والأمن المائي للمملكة المغربية، قبل أن تطالب المسؤولين بالمكتب الجهوي للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة فاس مكناس ومصالحه الاقليمية بتفعيل آلياته وأجهزته لإعادة النظر في تراخيص بعض المعاصر العشوائية التي لا تتوفر على المعايير المطلوبة والتقنيات التي يمكن من خلالها تجميع مادة المرجان، وفق شروط الحفاظ على البيئة، وكذا إنتاج زيت الزيتون وفق شروط الصحة والسلامة والجودة المطلوبة، قبل تسويقه للعموم.