من يعرض حياة المواطنين للخطر؟.. “مرض” سائق حافلة يتسبب في حادثة سير بين فاس وصفرو

أعادت حادثة سير تسببت فيها إحدى حافلات شركة “الغزاوي” التي “تحتكر” الخط الرابط بين فاس وصفرو، صباح يوم أمس الخميس، قضية الأسطول الذي تشتغل به الشركة منذ عقود، وما يرتبط بذلك من ظروف اشتغال للسائقين.

فقد تسبب سائق الحافلة في حادثة سير، “كادت تتحول إلى فاجعة لولا الألطاف الإلهية”، تقول مصادر لجريدة “الديار”، تسببت في إدخال عدد من الركاب إلى المستشفى، وذلك إلى جانب إصابة السائق نفسه.

المصادر قالت لجريدة “الديار” إن السائق، فقد السيطرة على الحافلة، بعد تعرضه لأزمة صحية أثناء السياقة، ما جعل الحافلة تخرج عن مسارها في أول منعرج بعد “مدار البهاليل” وتتوجه مباشرة إلى مدخل أحد المنتجعات، في الجانب الآخر من الطريق السريع، لترتطم بعمود كهربائي.

ووفق المصادر نفسها فقد تم استقدام حافلة أخرى لإيصال الركاب بينما تكلف أحد أطر الصحة، الذي يرقد حاليا في إحدى المصحات الخاصة بمدينة فاس، بتقديم الإسعافات الأولية لسائق الحافلة قبل نقله إلى المستشفى.

واتهمت المصادر، في هذا السياق، مسؤولي الشركة بتعريض مواطنين إلى الخطر، ملمحة إلى أن الجميع يعلم بكون السائق يتعرض لأزمات صحية مفاجئة، لكن الشركة، مع ذلك، قررت، استمراره في السياقة، وفق تعبيرها، رغم ما يشكله ذلك من مخاطرة بصحته ومغامرة بحياة عشرات المرتفقين، وخصوصا الطلبة، الذين يلجؤون إلى هذه الحافلات التي وصفتها بـ”المهترئة”، في غياب بدائل.

وتساءلت المصادر ذاتها، عن ملابسات غياب المراقبة والحزم من قبل الجهات المكلفة بمراقبة الحافلات والشركات التي تشتغل في مجال النقل الطرقي. وذهبت إلى أنه يفترض أن توفد لجنة للاطلاع على وضع هذه الشركة وإخضاعها للمساءلة والمحاسبة، والتحقيق في مدى التزامها بتطبيق القانون.

وطبقا للمصادر، فإن اللجنة مطالبة بأن تحقق في مدى التزام الشركة باحترام دفتر التحملات فيما يرتبط بالأسطول وعدد “المأذونيات “التي تتوفر عليها. وإلى جانب ذلك، دعت المصادر إلى التحقيق في مدى احترام الشركة لشروط مدونة الشغل في التعامل مع السائقين المهنيين، ومنهم حالة هذا السائق الذي تشكل إصابته بمرض مزمن خطرا على سلامة المرتفقين، مطالبة، في نفس الوقت، بـ”إنهاء الاحتكار في هذا الخط، الذي دام لعقود، وفتح المجال أمام المنافسة، ما من شأنه أن يكرس التنافس حول تجويد الخدمات بين الشركات”، تضيف مصادرنا.