الكاتب العام لوزارة بنموسى يخاطب “الأشباح” بسبب انسحاب جماعي للمديرين.. “الواتساب” للترويج لـ”النظام الأساسي”

اجتهاد غريب لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لشرح مضامين النظام الأساسي للأطر العاملة في المديريات الإقليمية، ورؤساء المصالح ومدراء المؤسسات التعليمية، انتهى بـ”أكبر انسحاب جماعي” بسبب الرفض العارم الذي يواجه به المشروع، حيث وجد الكاتب العام للوزارة نفسه وحيدا يخاطب “الأشباح”.
فقد خلقت الوزارة ما يقرب من 82 مجموعة في الواتساب للتواصل حول النظام الأساسي، وتم إدراج الكاتب العام للوزارة في كل هذه المجموعات، على أن يقوم هذا الأخير بشرح مضامين النظام الأساسي للمسؤولين الإداريين في الأقاليم، في المرحلة الأولى، على أن يتولى هؤلاء نقل هذه الشروحات إلى المؤسسات التعليمية لكي يوضحوا للشغيلة التعليمية “النقلة النوعية” التي تنتظرهم بفضل هذا المشروع الذي تعتبر الوزارة بأنهم لم يستوعبوه جيدا.
لكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، أن جل مدراء المؤسسات التعليمية الذين تم إدراجهم في هذه المجموعات، أعلنوا انسحابات جماعية من  جل هذه المجموعات، وتركوا الكاتب العام للوزارة ومعه مسؤولون في المديريات الإقليمية، وحدهم يتواصلون فيما بينهم حول هذا المشروع والذي اعتبروه نكسة بالنسبة لهم، كونه يغرقهم بالمهام، دون تعويضات، ويكرس وضعية هشاشة بالنسبة لهم.
اللافت في هذه الانسحابات، أن بعض المدراء تركوا علامات على رفض واضح قبل المغادرة، فمنهم من سطر ملاحظات رفض حول المشروع ونشرها، ثم غادر، ومنهم من نشر بلاغات توضح الموقف الرافض من المشروع.
المبادرة التي قامت بها الوزارة اعتبرت بمثابة تجسيد لارتجالية تطبع التعامل مع ملف حساس يثير موجة احتجاجات وإضرابات في قطاع التعليم، حيث قالت المصادر إن الوزارة تدرك أن جل الفئات رافضة للمشروع، ومنها فئة المدراء، فكيف بها أن تراهن على هذه الفئة الرافضة لكي تقنع الأساتذة بنقلته النوعية، تتساءل المصادر، قبل أن تضيف بأن المشروع واضح ولا يحتاج إلى شرح، وكل ما يحتاجه هو التراجع عنه بغرض إدخال التعديلات الجوهرية عليه، لتجاوز احتقان بالقطاع يؤدي إلى مزيد هدر الزمن المدرسي في قطاع التعليم العمومي.