في مواجهة ملف انقطاع الكهرباء عن مركب فاس.. “لاراديف” تتجنب التوضيح وتعلن عن إجراءات لتفادي الفيضانات

لا يزال الغموض يلف ملابسات انقطاع التيار الكهربائي عن المركب الرياضي لفاس، أثناء المباراة الأخيرة الودية التي جمعت بين الفريق المغربي الأولمبي، ونظيره البرازيلي، رغم أن مديرة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء وعدت، في تصريح صحفي، بنشر بلاغ حول الموضوع.
وكان هذا الانقطاع الذي استمر لما يقرب من 15 دقيقة قد خلف موجة استياء عارمة في أوساط الرأي العام الوطني، بالنظر إلى أن المباراة كانت يتابعها ملايين المشاهدين. كما أن المغرب ظل يقدم نفسه في الآونة الأخيرة على أن له إشعاع مهم في كرة القدم، وما يرتبط بها من بنيات تحتية. وجاء هذا الانقطاع ليشكل خدشا واضحا في وجه الرياضة المغربية.
وأجل الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق بالأطلس الكبير متابعة الرأي العام لملف هذا الانقطاع الذي يفترض أن تحدد فيه المسؤوليات بين وكالة “لادريف” وشركة “سوناجريس” التي تتولى بناء وتدبير المنشآت الكروية في المغرب. ولم يصدر أي توضيح عن الجامعة الملكية لكرة القدم، رغم أن تقارير إعلامية تحدثت عن إيفاد لجنة تحقيق. التحقيق نفسه قيل إنه تمت مباشرته من قبل مصالح وزارة الداخلية، حيث جرى الاستماع إلى مديرة “لاراديف”، والتي رجحت أن يكون الانقطاع ناجما عن “عطب تقني”، في أولى ردود الفعل حول هذه الكارثة.
واللافت أن المركب الرياضي قد سبق له أن شهد أعمال إصلاح كلفت ميزانيات ضخمة منذ ما يقرب من 5 سنوات. ويجهل ما إذا نسقت “سونارجيس” مع “لاراديف” في أعمال صيانة الكهرباء. كما يجهل ما إذا شملت هذه الإصلاحات خيوط التيار الكهربائي بالمركب.
لكن فعاليات محلية تتحدث على أن وضعية المركب تثير “الشفقة”، رغم هذه الإصلاحات. وذكر العمدة التجمعي، عبد السلام البقالي، بأن الشباك الإلكتروني تعطل بدوره في المباراة التي جمعت البرازيل بالمغرب.
وقررت الجامعة الملكية لكرة القدم إغلاق المركب نهاية الشهر الجاري، بغرض إصلاحات أخرى تشير إلى أنها ترمي إلى إعداده لكي يستقبل مباريات البطولة الإفريقية المرتقبة لسنة 2025.
أما وكالة “لاراديف”، فأجلت تقديم التوضيحات، واكتفت بالحديث عن انطلاق برنامج سنوي لتنقية قنوات تصريف مياه الأمطار ومجاري مياه الصرف الصحي وكذلك تنظيف البالوعات وصيانتها عبر مختلف أحياء المدينة لحماية الأشخاص والممتلكات من أخطار الفيضانات. فيما تشهد المدينة في كل فصل شتاء فيضانات في الشوارع والأزقة بسبب اهتراء البنيات التحتية وغياب التدخلات الاستباقية والاستعجالية الضرورية.