لرفع العزلة والتهميش.. وفاة سيدة تشعل الاحتجاجات بسكورة وهذه رواية الصحة

أشعل وفاة سيدة بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس، شرارة الاحتجاج، صباح اليوم، بجماعة سكورة أمداز التابعة لإقليم بولمان.

ونظمت ساكنة دوار تادوت بسكورة، إقليم بولمان، التي تنحدر منها السيدة المتوفاة ، للتنديد مسيرة احتجاجية ووقفة أمام مقر الجماعة والمركز الصحي تنديدا، بما وصفوه، بالإهمال الذي طال السيدة الحامل، وبالتهميش الذي يطال المنطقة.

وفي السياق ذاته، كشف عزيز ايت عقا، قريب الراحلة “ز.ق” (33 سنة والأم ل5 أبناء أكبرهم يبلغ 13 سنة)، في تصريح لـ”الديار” أن زوجة أخيه قدمت إلى المركز الصحي من أجل الولادة، مشيرا إلى أنها تعرضت لما وصفه “خطأ طبيا”.

وأشار قريب الراحلة في تصريحه إلى غياب الطبيبة التي تشرف على المركز الصحي المذكور، التي استجابت في وقت متأخر لمعاينة الحامل قبل أن يتقرر إرسالها إلى فاس.

” وما زاد الطين بلة، يقول ايت عقا، هو تعطل سيارة الإسعاف الثانية للمركز الصحي ، الشيء الذي استدعى طلب المساعدة من باشا بولمان من قبل قائد المنطقة بتزويدهم بسيارة الإسعاف على الفور لنقل المريضة صوب المستشفى الجامعي بفاس، لتغادر الحياة في المستشفى”.

إلى ذلك ندد المشاركون في الوقفة بالتهميش الذي يطال المنطقة على جميع المستويات، محتجين على انعدام شروط الحياة الكريمة بالمنطقة وعلى الغياب التام للبنية التحتية، محملين لرئيس الجماعة مسؤولية عدم توفير سيارات الاسعاف والتجهيزات، كما وعد في حملته الانتخابية السابقة.

كما أشار المحتجون في شعاراتهم ضد رئيس الجماعة الذي اتهمه المحتجون بالانشغال بالصراعات السياسية على حساب مصالح المواطنين، مؤكدين على عطالة الشباب وغياب موارد للعيش الكريم.

من جهته، أوضح محمد بويصدان، رئيس جماعة سكورة امداز عن الاصالة والمعاصرة، أنه من اجل تفادي هذه المشاكل يخطط المجلس لتعزيز أسطول سيارات الإسعاف بسيارة أخرى لتلبية حاجيات المركز، كما اقترح المجلس الجماعي توسيع دار الولادة وأحداث دار الأمومة داخل المركز.

وأضاف بويصدان أن المجلس استدعى المندوب الإقليمي من اجل تزويد الجماعة بالموارد البشرية وبعض التجهيزات الضرورية وإضافة طبيب اخر نظرا لانشغالات الطبيبة رئيسة المركز جهويا وجمعويا، مسترسلا “منذ ذلك الوقت، وإلى يومنا هذا، لازلت دار لقمان على حالها”.

وفي تعليقه على حادث وفاة “ز.ق”، كشف مصدر بمندوبية إقليم بولمان أن الراحلة كانت تتابع حملها بالمركز تحت إشراف الطاقم الصحي قبل أن تتقدم الاثنين الماضي إلى المركز للولادة، مشيرا إلى أن عملية الوضع مرت في ظروف عادية تحت إشراف قابلة ذات خبرة تفوق 10 سنوات.

وأضاف المصدر أنه بعد مرور فترة عاينت ممرضة نزيفا لدى السيدة، لتتدخل الطبيبة للقيام بما يلزم لوقف النزيف، قبل أن يتبين أنها حالتها تستدعي التوجيه إلى المركز الجامعي، مشيرا إلى أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها كانت وفق البروتوكول والنظام الصحي المعتمد وطنيا.

وفي رد على ما جاء في تصريح رئيس الجماعة، أوضح مصدرنا أن المركز يتوفر على جميع الإمكانيات واللوازم الضرورية لاستقبال مرضى جماعة سكورة امداز مشددا على أن الصحة وفرت سيارتان للإسعاف تتحمل الجماعة مسئولية وقودهما وصيانتهما، قبل أن يضيف، فيما يخص الموارد البشرية، أن المركز كان يتوفر على طبيبين قبل ان يغادر أحدهما للتخصص، مشيرا إلى أن مشكل الأطباء هو مشكل وطني تعاني منه الوزارة منذ مدة.

“بإقليم بولمان، يقول المصدر ذاته، هناك طلبات لانتقال 11 طبيبا تم رفضها لأننا نعاني من نقص في الأطر”. قبل أن يتابع أن هناك مشاريع لإقامة “مستعجلات القرب” ستنطلق قريبا بالإقليم وسيتم تعزيزها بأطقم للحد من التوجيه إلى المراكز الإقليمية أو الجامعية.