بعد إسقاط الصفقة لعيوب في “نزاهة التنافس”.. مجلس عين الشقف يلغي التدبير المفوض لقطاع النظافة ويعلن “القطيعة” مع أوزون

في دورة استثنائية عقدها المجلس الجماعي لعين الشقف، التابعة ترابيا لإقليم مولاي يعقوب، تم إعلان الحسم بصفة نهائية مع شركة “أوزون”، التي كانت تتولى التدبير المفوض لقطاع النظافة في المنطقة، قبل أن تجد الجماعة نفسها في مواجهة مرحلة فراغ ناجمة عن طعن مصالح وزارة الداخلية في نزاهة إجراءات المنافسة في صفقة منحت “عهدة” أخرى لنفس الشركة.

الرئيس الحركي كمال لعفو، أكد، في هذه الدورة التي انعقدت يوم أمس الخميس، أن الجماعة قررت أن تخوض تجربة تدبير القطاع بعيدا عن التدبير المفوض، وقال إن تجربة ما يقرب من سنة ونصف قد تساعدها على كسب الرهان. لكن “تجربة الفراغ” بعد إسقاط صفقة “أوزون” لم تكن، بحسب فعاليات محلية، ناجحة. فقد انتشرت الأزبال والنفايات في المنطقة. وتحولت بعض الجنبات إلى بؤر سوداء ، حيث الروائح الكريهة والحشرات والكلاب الضالة، في ظل تقاعس لجنة المراقبة على القيام بأدوارها.
ولم يقدم رئيس الجماعة أي تصور بشأن الطريقة التي سيتم بها تدبير هذا القطاع والذي يتطلب إمكانيات مادية ولوجستية وموارد بشرية مهمة. كما أنه لم يتحدث عن المصير الذي سيواجهه عمال النظافة بعد إسقاط الشركة.

المصادر تساءلت عما إذا كانت الجماعة ستعمل على إدماجهم في الوظيفة، وهو أمر مستبعد بالنظر إلى ما يطرحها ذلك من صعوبات مرتبطة بإجراءات التوظيف في الجماعات المحلية، مشيرة إلى أن الجماعة قد تتجه نحو الاستعانة بخدماتهم كعمال إنعاش، وهو ما يعني ضياع سنوات مهمة من التغطية الاجتماعية والمستحقات المادية، والتراجع عن الأجور، وهو ما قد لا يقبله عشرات عمال النظافة والذين قد يلجؤون إلى إدخال المنطقة في نفق الاحتجاجات، ما قد يزيد من إغراق المنطقة في الأزبال.

مصادرنا أوردت أن رئيس الجماعة لم يقدم أي تصور حول هذه “المغامرة”، رغم أن جل الفعاليات تكاد تتفق على أن تدبير “أوزون” للقطاع منذ حصولها على صفقة التدبير المفوض، لم يكن بالنجاعة المطلوبة، في وقت يكلف فيه ميزانية الجماعة مبالغ سنوية ضخمة.

لكن اللافت هو أن الرئيس الحركي وجه تهديدات إلى الفعاليات الجمعوية بخصوص انتقاد مظاهر انتشار الأزبال في المنطقة. وقال إنه لن يتجاوب مع أي ناشط قد ينشر الصور في شبكات التواصل الاجتماعي أو في جرائد إلكترونية، وصفها بنعوت قدحية، داعيا الساكنة إلى التواصل معه مباشرة للتدخل لجمع الأزبال وتنقية النقط السوداء، رغم أن جمعويين يشيرون إلى أن أكبر معاناة يواجهونها تتجلى في عدم تجاوب المنتخبين، وتجاهل صرخات الاستغاثة التي يطلقونها.