بسبب “مفاتيح الملعب”.. جمعيات رياضية “تنتفض” ضد جماعة صفرو

مكالمة هاتفية كانت كفيلة بإفاضة كأس غضب جمعيات رياضية بمدينة صفرو، ويتعلق الأمر بجمعية الوداد الرياضي الصفريوي لكرة القدم وجمعية الوداد الرياضي لصفرو لكرة السلة، وجمعية نهضة أطلس صفرو لكرة القدم، بسبب ما اعتبرته استفزازا مباشرا من طرف موظف جماعي، طالب بتسليم مفاتيح الملعب للجماعة، مهددا باقتحام مكاتب الجمعيات في حال عدم تسليم المفاتيح، مع الحجز على وثائق الفرق (رخص اللاعبين ووثائق مدارسهم)، وفق تعبيرهم.

عبد الرحمان زرو، رئيس الوداد الرياضي الصفريوي لكرة القدم، ومصطفى لمجيهدي، رئيس نهضة الأطلس، في تصريحات لجريدة “الديار” احتجا على هذا السلوك الذي اعتبراه لا يشجع الرياضة، علما أن الجمعيتان حاصلتان على اعتماد من الوزارة المعنية ويتوفران على الملاءمة، والوحيدتان المسموح لهما من طرف الجامعة باستغلال رقعة الملعب، بل وسبق لفرق أخرى طلب استغلال الملعب، لكن محاولاتها باءت بالفشل.

كما اعتبر المتحدثان أن هذا السلوك يتعارض وسياسة الدولة وسياسة الملك في دعم الرياضة، خاصة وأن الفريقان لم ينهيا موسمهما الرياضي بعد، حيث لم تنتهي بطولة الفئات الصغرى بعد، إضافة إلى استعدادهما للموسم المقبل، الذي من المزمع أن ينطلق في 24 غشت المقبل، فإذا سُلّمت المفاتيح، يتساءل الرئيسان، أين سيستعد الفريقان؟

وقد كان حريا بالبلدية بدل اتخاذ هذه القرارات “العشوائية”، حسب المصدران، الالتزام أولا بإصلاح المدرجات والمستودعات، علما أن عدادات الماء المتواجدة حاليا بالملعب توجد باسم هذه الجمعيات الرياضية خارج القانون، وذلك بعدما تم قطع الماء من طرف البلدية، علما أن الجمعيتان كانتا قد تكلفتا بحراسة الملعب على نفقتهما الخاصة لمدة 7 سنوات، يورد المسؤولان الرياضيان.

كما تتساءل الجهات ذاتها عن سبب طلب المفاتيح من هذه الجمعيات الرياضية المرخصة في الوقت الذي أفسحوا المجال لنوادي الكرة الحديدية، الذين يمارسون نشاطهم في “مقاه” بدون رخصة وسط الملعب، مطالبة، في نفس الوقت بفتح تحقيق في ظروف حصول جمعيات لا تتوفر على “الاعتماد” و”الملائمة” على الدعم.

“نحن جمعيات مسؤولة، لهذا كان الأحرى أن تتعامل معنا الجماعة بمهنية وتوجه إلينا مراسلات رسمية، مع تحديد أسباب هذا التطور “الخطير”، حتى نتمكن من الرد بطريقة احترافية”، يضيف الرئيسان، قبل أن يعبرا عن سخطهما من الاستخفاف وضعف التواصل، متهمين جهات بمحاولة الاستيلاء على مرافق الملعب خاصة، والرياضة عامة بالمدينة، لأهداف تجارية وسياسية، استعدادا للانتخابات البرلمانية، وفق تعبيرهما.

وعلاقة بالموضوع، خرج الوداد الرياضي الصفريوي لكرة السلة بإخبار، توصلنا به، أكد من خلاله أنه “في خضم انخراط النادي في البطولة الجهوية للفئات العمرية حيث خاض ما يناهز خمسة عشر مقابلة وتأهلت أقل من 14 سنة إناث الى المقابلة النهائية لتحديد بطل العصبة في تلك الفئة، وتأهل الفئات أقل من 16 سنة إناث وكذا الشبان والشابات أقل من 19 سنة الى مقابلات نصف النهاية، وكل ذلك في غياب أية موارد مالية اللهم مساهمات الرئيس وبعض الأعضاء، أضف الى ذلك حدوث عطب ميكانيكي لحافلة النادي يخص المحرك بعد إحدى المقابلات الاخيرة بتازة يتطلب إصلاحه مبلغا ليس باليسير مما أضطر معه النادي الى تدبير الأمر عبر استعمال النقل العمومي اذا تعلق الأمر بالتنقل لفاس أو استعمال حافلة أشبال اكاي لألعاب القوى، وفي خضم كل هذا فقد تلقينا مكالمة هاتفية من جماعة صفرو يطلب منا صاحبها تسليم الملعب للجماعة بتعليمات شخصية من رئيسها داخل أجل 24 ساعة”.

الوداد استنكر هذا الأسلوب الذي وصفه بالهجين في التعامل والذي يفتقر، حسبه، إلى أبسط قواعد اللياقة والحرص على الإشعاع الرياضي للمدينة، مبديا استغرابه من هذا السلوك الذي يأتي في توقيت النادي في أمس الحاجة فيه الى المساعدة والدعم المادي والمعنوي وليس الهدم وإيقاف عجلة إنجازاته على الصعيد الجهوي كما تقدم.

أما بخصوص الملعب، فأوضح الإخبار أن هناك اتفاقية شراكة وملحق تعديلي لها مع الجماعة ينص أحد بنودها على عرض أي خلاف بشأنها، بما فيه فسخها، على عامل إقليم صفرو، ناهيك على تكبد النادي لمصاريف كبيرة طبقا للعقدة في سبيل تهيئته وصيانته لكي يصبح على ما هو عليه حاليا، والتي تجاوزت 5 ملايين سنتيم حسب مصادر من النادي لجريدة “الديار”..

“وعلى إثر هذه الإحباطات سيعقد المكتب المديري للجمعية اجتماعا عاجلا يوم الاثنين لاتخاذ ما يراه مناسبا من فرضيات ومن ضمنها الاستقالة الجماعية وعدم إتمام بطولة الفئات العمرية للعصبة الجهوية”، يخلص الإخبار.