اعتبرته فعاليات “بلطجة سياسية” و”هجوما” على الصحافة؟.. هذه تفاصيل “اعتداء” مستشار جماعي على صحافي “الديار”

في رد غير متوقع، على “فضح” جريدة “الديار” لشبهة تورطه في مخالفة للتعمير، قام بدر بنسعادة، المستشار بالمجلس الجماعي لمدينة صفرو، بـ”الاعتداء” على صحافي جريدة “الديار” أثناء أداء واجبه كـ”صحافي مهني” في تغطية احتجاجات مزارعي “واحة صفرو” أمام مقر عمالة إقليم صفرو، صباح اليوم الثلاثاء.

وفي التفاصيل الكاملة لهذا “الهجوم” الشنيع على حرية الصحافة والتعبير، وبعد قيام صحافي “الديار” بالتقاط صور للمحتجين، انتظر أمام الحواجز المتواجدة أمام مقر العمالة انتهاء جلسة الحوار بين ممثلي “الغاضبين” والسلطة المحلية ممثلة في قائد المدينة القديمة، لالتقاط صور والحصول على معلومات حول مخرجات النقاش.

عند انتهاء اللقاء وخروج المتحاورين من البوابة الكبرى للعمالة قام بالتقاط صور لممثلي فلاحي “واحة صفرو” وكذلك لرجال السلطة الذي التصق بهم المستشار الجماعي بعد أن عاين صحافي جريدة “الديار”، وذلك بعد أن تراجع لانتظار زملائه في المجلس، نائبة للرئيس ومستشار.

نوايا “السوبر مستشار”، كما يلقب داخل المجلس، اتجاه صحافينا ستظهر جلية، وربما مع “سبق الإصرار”، عندما عمد إلى رفع “شارة النصر”، بدون أي مناسبة أو داع، اتجاه “كاميرا” الهاتف، قبل ان يكمل طريقه إلى جانب رجل السلطة ومستشاري الجماعة.

مباشرة بعد تجاوزه، رفقة زميله المستشار لـ”الحاجز الأمني”، اقترب من صحافي “الديار” الذي كان لا يزال مستمرا في التصوير، ليبادره، دون سابق إنذار وبعد أن قرّب وجهه من الهاتف، حسب التسجيل، بـ”صوّر ز…..”، في استفزاز خطير أمام مسمع زميله ورجال الأمن، في الوقت الذي تخلفت فيه نائبة الرئيس ورجل السلطة إثر دخولهما ربما في نقاش جانبي.

المستشار لم يكتف بهذا، بل وجه كلامه مرة أخرى في اتجاه الصحافي، بعد أن أكمل طريقه ونزل من فوق الرصيف حيث استدار نحوه صارخا، أمام مسمع زميله ورجال الأمن دائما: “غادي نتعرا عليك”.. قبل أن يرد عليه “المعتدى عليه” بـ:”كون راجل وديرها.. يالله تعرا”.

بعد ذلك، وحسب التسجيلات دائما، توجه بنسعادة إلى سيارة زميله المستشار مرددا كلاما غير مفهوم.

وتأتي هذه الحادثة، مباشرة بعد “التهديدات” التي تلقاها صحافي جريدة “الديار” على الصفحة الرسمية للجريدة.

وفي الوقت الذي اختار المستشار، للخروج من المأزق الذي ورط نفسه فيه، ادعاء “استفزازه” من طرف صحافي “الديار”،  بينما كان الأخير يشتغل، بوجه مكشوف وبكل مهنية، أمام جميع الأجهزة الأمنية والسلطة، صاحبة الحق في التأكد من صفة “الصحافي المهني”، نصحه البعض، في “خطة جهنمية”، ادعاء عدم معرفته بــ”ضحية” الاعتداء لكونه لا يحمل “بادج”، وهي الخطة التي اثارت سخرية عارمة من “الزيادة في العلم” التي أبان عنها “ناصحوه”.

ووصفت فعاليات مدنية وحقوقية، في تعليقها على هذا “العنف” الذي أضحى عملة رائجة بمدينة صفرو في الفترة الأخيرة، ما قام به مستشار بجماعة صفرو، يفترض أنه “شخصية عمومية”، بـ”البلطجة السياسية”، في الوقت الذي شدد أحدهم بأن “كل إناء بما فيه ينضح”.

ليس هذا فقط، مصادر جريدة “الديار” تساءلت عن أسباب “تسلل” المستشار بنسعادة إلى جلسة الحوار، التي ولجها بجانب رجال السلطة، قبل أن يلحق بهما مستشارين من المجلس، وتابعت مسترسلة: “تواجد الصحافي لتغطية حدث الاحتجاج يدخل في إطار وظيفته، لكن ماذا يفعل المستشار هناك، والموضوع لا علاقة له به؟.. قبل أن تواصل: “الجماعة أصلا غير معنية بالموضوع، وإنما ينحصر دورها في دعم الجمعية المسؤولة عن السقي بواحة صفرو، والتي تعتبر المسؤولة الأولى والأخيرة عن الملف”.

ودعت المصادر في نفس الوقت، إلى تفعيل نصوص القانون التنظيمي 113-14 وتحديدا الفصلين 66 و64، في حق المستشار المعني بعد أن تكرر تدخله في ملفات لا علاقة له بها، مستدلة بتسجيلات وصور منشورة بمواقع التواصل الاجتماعي.

وفي السياق ذاته، تعتزم إدارة “الديار” تقديم شكاية في الموضوع، لفتح تحقيق في “الهجوم” الذي تعرض له صحافي الجريدة أثناء تأدية واجبه المهني في تغطية احتجاجات، وفي التهديدات الخطيرة التي تعرضت لها، محملة المسؤولية الكاملة للمستشار المذكور في حالة تعرض طاقم الجريدة لأي مكروه، خصوصا أمام تكرار الاشتباه في تورطه في “نزالات”، آخرها، ربما، قبل أيام حيث تم اتهامه بالاعتداء على سائق طاكسي.

يذكر أن جريدة “الديار” كانت قد نشرت، قبل أسبوع، مقالا حول تفاصيل شبهة تورط بدر بنسعادة في “البناء العشوائي”، ولم تتوصل إلى حدود كتابة هذا المقال بأي توضيح أو تكذيب من المعني بالأمر، في إطار حق الرد الذي يكفله له قانون الصحافة والنشر، إذا كان الخبر يتضمن معطيات غير صحيحة، وهو الامر الذي لم يتم مما يؤكد، الشكوك حول “خرق” المستشار للقانون، بل جر عليها (المقال) وابلا من السب والقذف والاتهامات، قبل أن يتطور الأمر إلى تلقي تهديدات.

(احتراما لقرائنا المحترمين، اختارت إدارة الجريدة الاكتفاء بنشر تسلسلي لصور، ومقاطع من تسجيل، في انتظار إعداد ملف الشكاية دفاعا عن حرية الصحافة وحرية التعبير)