قال إن وعود الحكومة تبخرت.. أوزين: لا يمكن لشعب تتم استمالته «بـالقفة والزرقلاف» أن يفرز نخبة في المستوى

في ندوة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس تحت عنوان “الواقع السياسي والاقتصادي بالمغرب إلى أين …؟” والتي أطرها كل من ادريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ومحمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ومحمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أكد الأخير أن زواج المال والسلطة يؤدي إلى طلاق الشعب والسياسة، وهذا أخطر أمر، حسبه.
“متى نصل إلى نسب تركيا في الانتخابات؟” سؤال تم طرحه خلال الندوة، وأبدى أوزين تعجبه منه، قبل أن يجيب بما مفاده أن السر يكمن في مستوى تأطير الأحزاب السياسية للشعب، فلا يمكن لشعب مازالت تتم استمالته بـ”القفة والزرقالاف” أن يفرز نخبة في المستوى، ففي هذا الشعب، يستدرك، يوجد أناس بسطاء نيتهم ليست سيئة ولكن تمة سماسرة “كيسمسرو على ظهرهم واللي هوما كيديوهم وكيهبطوهم، هوما مساكن بالنية، ولكن كاين الناس اللي كيقدرو يوجهوهم فهاد الاتجاه أو آخر، وهكذا تسلب إرادتهم”.
ثم لا يجب نسيان التخليق ومنسوب الثقة لأنه مهم، يقول أوزين، ففي إطار التحسيس يجب القول اليوم أن “من يشتري صوتك اليوم يبيع أحلامك غدا”.
وعن مسألة استقلالية القرار، صرح: “اليوم نعتقد في الحركة الشعبية أننا شركاء في المجتمع، في القرار، لا يمكن اليوم أن نترك قضايا مجتمعية جوهرية تكون حكرا على فئة دون أخرى، لا يمكن، لا يمكن عزلها وإخضاعها لمنطق الأغلبية، هذه الأخيرة كم صوتا حصلت عليه؟ 5 ملايين صوت؟! كم في المغرب؟ حتى تلك الـ5 ملايين إذا سألناها سيتضاءل عددها، “مشات تبخرت حتى هي”، طبعا بسبب تبخر الوعود.. ولا ننسى أنه في الحملة لو كنا نحن أيضا منتخِبين لصوتنا عليهم، لأن حجم الوعود كان عاليا جدا، فاعتقدنا أنهم “طاحوا على شي كنز.. أو لقاو شي حاجة مشفناهاش.. قلنا اسيدي الله يسخر، نستفادو معهم حتى حنا وحتى عائلاتنا اللي فالتعليم واللي فالصحة…الخ، فإذا به كل شيء تبخر!””.
وتابع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن المغرب فسيفساء خاصة، بحيث لا يقبل الهيمنة، لأن هذا الشعب تمازج، وله مجموعة روافد، التقى فيه الأمازيغي مع الصحراوي مع الشمالي مع العبري، فلا تتقبل تركيبة المغرب الهيمنة، فهو وحده حضارات بمجموعة ثقافات. وبعيدا عن الهيمنة فالمغرب له خصوصية، له صمام أمان، لأن هذه الخصوصيات وتنوع الثقافات لها صمام أمان هو الملكية يتشبث بها الكل، يسترسل أوزين، والمغاربة اليوم يلجؤون إلى الملك.. المغربي عندما يحس بأنه تضرر يتوجه بخطابه مباشرة إلى الملك، هذه أشياء يجب الحفاظ عليها، يجب تنمية هذه الأحاسيس لدى المغاربة، “ماشي صافي المغربي كيعيش بكرامة الوطن وثوابته صافي راه زايد ناقص”، على حد تعبيره.
ولإجابة رئيس الحكومة عن مسألة التهييج، أفاد المتحدث نفسه، أنه عند القول أنه يتم تهييج المغرب، فهذه بمثابة سبة في حق المغاربة، لأنه في الربيع العربي التي انقلب فيها العالم العربي كان في المغرب ثورة لوحده، لأنه أقام ثورة مع النظام وليس ضد النظام، وهذه هي العبقرية المغربية، لذا لا يمكن لأحد أن يتزايد عليه، “لواه تهييج، واش حتى الجاموس الذي خرج هائجا في شوارع الرباط نحن هيجناه؟” يتساءل أوزين.
“الفساد، الكل فاسد في المغرب، فالكل يتحدث عن الفساد، لذا لم يعد واضحا من هو الفاسد من غيره، ومسألة الفساد مشكلة كبيرة في المغرب، فالبرنامج الحكومي مثلا لم يتضمن ولو جملة على محاربة الفساد، لذا فعند الحديث عن محاربة الفساد يجب أن تكون ثقافة. فمثلا رؤساء جماعات، خصوصا في العالم القروي، ليسوا خريجي المعهد العالي للتسيير والتدبير، مستواهم متوسط، يدخلون المجلس فيبدؤون بالتعلم هناك، “خطرة يقادها خطرة يزكلها”، لذا على وزارة الداخلية مثلا إن كانت الإمكانية تكوين هؤلاء الرؤساء، فلا يمكن تنصيب رئيس جماعة لتدبيرها وهو غير مكون”.
أما عن مسألة التحالف الثلاثي، فذكر أن “العلاقة التي كانت في حكومة ما بعد الدستور كانت مبنية على التقدير والاحترام والقناعة، يقع اختلاف لكن لم يصل إلى درجة الخلاف، ومن الجيد الاختلاف، والقدرة على تدبيره، ونحن مطالبون بالاختلاف ولكن داخل الوحدة، فالإشكال الحقيقي هو التنافر”، يخلص محمد أوزين.