بعد فشل محاولة “السطو” عليه.. هل تتكلف وزارة الثقافة بتنظيم مهرجان حب الملوك؟

يرتقب أن يتدارس المجلس الجماعي لمدينة صفرو، في دورته العادية لشهر ماي، مقترحا يتعلق بتكفل وزارة الثقافة بتنظيم مهرجان حب الملوك.

وحسب جدول أعمال دورة المجلس الجماعي لصفرو، المزمع عقدها يوم الخميس 4 ماي المقبل، فإن النقطة 9 تتعلق بـ”الدراسة والتصويت على نقل مسؤولية تنظيم مهرجان حب الملوك لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – المديرية الجهوية لجهة فاس مكناس”.

لكن، ما هي أسباب نزول هذا المقترح؟ وما مصير الدورة 100 من أعرق مهرجان بالمغرب؟

مصادر جريدة “الديار” كشفت أن تقديم هذه النقطة للتداول داخل المجلس الجماعي لصفرو جاء بعد أن توصلت مصالح عمالة إقليم صفرو بمراسلة من المدير الجهوي من أجل إيجاد صيغة لنقل مسؤولية تنظيم المهرجان إلى وزارة الثقافة بصفة رسمية.

وأضافت المصادر نفسها أن المدير الجهوي قدم هذا الطلب بالنظر إلى أهميته، إذ يعتبر من أعرق المهرجانات وله إشعاع على المستوى الدولي، ومصنف من طرف منظمة اليونسكو كتراث ثقافي لا مادي.

ويبقى الأهم، حسب مصادرنا المطلعة، هو أن هذا الطلب يأتي بسبب غياب التنسيق مع المنظمات والجهات الشريكة في تنظيم المهرجان، مما قد تكون له تداعيات سلبية قد تؤثر على المهرجان.

وفي هذا السياق، أبرزت مصادر جريدة “الديار” أن منظمة اليونسكو لم تتوصل بتقارير حول عدد مهم من الدورات السابقة للمهرجان، قبل أن تضيف بأن هناك توجها من أجل تجاوز مثل هذه “الاختلالات”، وغيرها، في إطار الحفاظ ورد الاعتبار للتراث غير المادي، والرفع من مستوى إشعاع المهرجان وضمان استمراريته، انطلاقا من السنة المقبلة، بعد “فشل” المجلس في إخراج النسخة 100 من المهرجان هذا الموسم.

“إبعاد المجلس الجماعي عن تنظيم المهرجان يأتي، ربما كذلك، بسبب الجدل الكبير الذي أعقب محاولة “سطو” جمعية، رئيسها مقرب من أعضاء بالأغلبية المسيرة، والرفض الذي عبر عنه الرأي العام الصفريوي لما وصفه بـ”التكوليس” على حساب إرث الساكنة”، تورد المصادر ذاتها.

يشار إلى أن المجلس الجماعي لمدينة صفرو كان قد أعلن عن تأجيل مهرجان حب الملوك لموسم 2023، بعد “فضح” جريدة “الديار” لتفاصيل محاولة “سيطرة” حسن أركابي، رئيس جمعية “أفق المغرب” ونائب المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على المهرجان.

وكان مقال جريدة “الديار” حول الموضوع، قد أشعل “الجدل” وسط الرأي العام الصفريوي و”الغضب” لدى مستشارين في الأغلبية، الذين رفضوا بشكل قاطع، في اجتماع رسمي، اللجوء إلى “الكولسة” لمنح تنظيم المهرجان، وبسبب ما وصفوه “تضارب المصالح” وغياب “المنفعة العامة”، ولرفضهم، أيضا، “استغفال” الأغلبية عبر الإعداد لجميع تفاصيل تنظيم المهرجان بعيدا عن المجلس”، توضح المصادر.

وحسب نفس المصادر دائما، فقد تم التراجع عن منح تنظيم المهرجان لجمعية أركابي، وسحبها من جدول أعمال دورة فبراير، لتعمم الجماعة بلاغا تدعو فيه جمعيات المجتمع المدني للترشح وتقديم طلبات تنظيم المهرجان وفق شروط محددة، قبل أن تقرر، في نهاية المطاف، تأجيل تنظيم الدورة 100 منه، بعد توقفه بسبب “جائحة كورونا”.