في “غفلة” عن المسؤولين.. مكتبة مهددة بالانهيار بإقليم تاونات
في مشهد وصف بالصادم، وغير بعيد عن مقر جماعة بوهودة وقيادتها ومقر باشوية تاونات ينتصب بناء شامخ كان الاتحاد الأوربي قد تكلف ببنائه لفك العزلة الفكرية والثقافية عن أزيد من أربع وعشرين ألف مواطن ومواطنة من ساكنة الجماعة. البناء عبارة عن مكتبة توسطت قلب الجماعة وجاءت محاذية للسوق الأسبوعي وملعب القرب وثانويتي الجماعة الإعدادية والتأهيلية، لكن، بعد سنوات طويلة من الإشعاع تعيش المكتبة على وقع “الإهمال”، وهي الآن مهددة بالانهيار، حيث تصدعت جدرانها وسقفها، مما فاقم معاناة مرتاديها والجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية التي تنشط بها، خاصة في فصل الشتاء، بفعل التساقطات المطرية.
مصادر مطلعة أوضحت أنه بعد عقود ممتدة من القيام بالعديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية بتراب جماعة بوهودة وكل دواويرها المتباعدة وبعض الجماعات المجاورة لها والتي استفاد منها آلاف التلاميذ، جاء مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، والذي استفادت الجمعية عبره من مشروع مكتبة بوهودة التي احتوت على أكثر من ستة آلاف كتاب موجه لتلاميذ كل الأسلاك، ولطلبة كل التخصصات، هذه المكتبة التي كان يرتادها أكثر من سبعمائة تلميذ لإعارة الكتب والاستفادة من أنشطة الجمعية. وإلى حدود سنة 2017 تمكنت الجمعية بإمكانياتها المادية المحدودة من تنظيم ست دورات من مهرجان القراءة حضره العديد من الفنانين والمثقفين والكتاب كالروائي محمد برادة وعبد الحي المومني والعديد من الأسماء والقامات الأدبية المغربية. وبعد تسلم الجمعية لمقرها الجديد وهو عبارة عن قاعة من 160 متر مربع تكلف الاتحاد الأوربي في إطار مشروع ميدا ببنائه بالتشارك مع المديرية الإقليمية للفلاحة وعمالة تاونات وجماعة بوهودة؛ استمرت الجمعية في النهوض بأنشطتها الثقافية والاجتماعية رغم العيوب التي شابت بناية القاعة وعلى أمل تدخل السلطات لإصلاح المقر الجديد للجمعية.
“وبمجرد ظهور التصدعات الأولى لجدران المكتبة أواخر سنة 2013 سارعت الجمعية لدق جرس الإنذار وإخطار المصالح والمؤسسات المعنية، بل ووصلت أطوار الملف إلى القضاء الذي حسم بالحكم لصالح المقاول، ولم تجد الجمعية حينها بدا من مراسلة ومعاودة مراسلة عمال إقليم تاونات المتعاقبون؛ والمدراء الجهويون للفلاحة المتتابعون؛ ومجلسي جماعة بوهودة لإشعارهم بما تتعرض له القاعة من تدهور خطير على مستوى السقف والجدران، ولا سيما خلال فترات تساقط الأمطار دون أن تتحرك أي جهة أو يتدخل أي شريك لتفقد أو إصلاح المقر”، تضيف المصادر ذاتها.
مصادرنا أبرزت أيضا أنه أمام استفحال وضعية مرافق المكتبة، وبالنظر للصعوبات التي باتت تعترض تقديم الجمعية لخدماتها المعتادة وللمخاطر التي باتت تشكلها على المرتادين؛ ارتأت الجمعية الخروج للإعلام خاصة أمام إصرار المستفيدين من خدمات الجمعية على ضرورة إعادة الروح لهذه المعلمة التي لا ينكرون فضلها في تطوير ملكاتهم وتحسين مستوياتهم.