هل قاطع بحاجي “غذاء” الطاهري؟.. هذه تفاصيل “لقاء صلح” بمكناس حضره الطالبي العلمي وشوكي

بلغ الصراع السياسي داخل البيت الداخلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة مكناس، مداه هذا الأسبوع، بعد التصريحات الخطيرة، التي أدلى بها مستشارو الحزب خلال أشغال دورة شهر فبراير الأخيرة لمجلس جماعة مكناس، وجهوا فيها وابلا من الاتهامات والكلمات الجارحة في حق رئيس المجلس، وزميلهم في الحزب جواد بحاجي.

عمدة مكناس، حسب مصادر مطلعة، اختار، بدوره، الرد من خلال مقاطعة “جلسة الصلح” التي احتضنها بيت عراب الحزب بمكناس، أحمد الطاهري، الجمعة الماضي، وحضرها الطالبي العالمي، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشوكي، رئيس لجنة المالية بالبرلمان والمنسق الجهوي للحزب.

مصادر جريدة “الديار”، أكدت أن أحمد طاهري، الذي يلقب بعراب والأب الروحي لمناضلي حزب الأحرار بمكناس، نظم مأدبة غذاء، أقامها بمنزله، قصد طي صفحة الخلافات بين مختلف مكونات الحزب بمدينة مكناس، وعلى رأسهم رئيس ومستشارو ومستشارات جماعة مكناس.

“اللقاء حضرته قيادات أحزاب الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي، وعلى رأسهم رئيس الجهة عبد الواحد الأنصاري، وعباس المغاري عن حزب الإتحاد الدستوري، إضافة الى القيادة المركزية لحزب الأحرار ممثلة في الطالبي العالمي، والمنسق الجهوي محمد الشوكي”، تورد المصادر، قبل أن تشير إلا أن المفاجئة كانت صادمة، حيث اختار بحاجي مقاطعة اللقاء، منتشيا، ربما، بما حققه من مكاسب سياسية خلال أشغال دورة شهر فبراير الأخيرة، والتي أكدت نجاحه في إعادة بناء أغلبيته، بدعم مباشر من عزيز أخنوش.

وذكرت مصادرنا أن غياب بحاجي، الذي يعد أحد طرفي النزاع القائم بين التيار القديم للحزب الممثل في آل طاهري، وبين التيار الجديد الذي يمثله رئيس جماعة مكناس، كرّس لفشل سلسلة جلسات صلح بين الطرفين، وهو ما جعل الطالبي ينتفض غضبا ويصرح بأن هذه هي آخر محاولة سيحاول فيها التدخل في هذا النزاع.

من جهته، رفض قيادي في حزب “الحمامة” في تصريح لجريدة “الديار” أن يصف اجتماع الجمعة باللقاء الفاشل، مبرزا أن غياب بحاجي جاء بسبب خطأ في “التنسيق”.

مصدرنا أوضح، في السياق ذاته، أن النقاش مفتوح بين جميع الأطراف، تحت إشراف قيادة الحزب، لتجاوز جميع الخلافات، وخلق استقرار على مستوى رئاسة الجماعة بقيادة بحاجي، وعلى مستوى التنسيقية الإقليمية برئاسة الطاهري.

تجدر الإشارة إلى أن رفاق بحاجي في حزب التجمع الوطني الأحرار، وصفوه بعدة نعوت خلال أشغال دورة فبراير، من بينها الشخص المشبوه، والفاقد للثقة السياسية، والفاشل في تسيير المجلس، كردة فعل منهم، على الإجراء الذي قام به اتجاه نوابه منهم، والمتعلق بسحب التفويضات.

وكان عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، قد تدخل في وقت سابق، شخصيا، لرأب الصدع بين مكونات حزبه بمدينة مكناس، دون جدوى (الصورة).