“جشع” أرباب المدارس الخاصة بفاس.. آباء يستنكرون إجراءات مُهينة واستفزازية

عملت إحدى المدارس الخاصة بمدينة فاس على توزيع استمارة من 4 صفحات وطلب وثائق شخصية من أباء وأولياء تلاميذ المؤسسة.

وخلق هذا الإجراء موجة غضب عارمة في صفوف الآباء الذين اعتبروه خارجا عن القانون ومُهينا وحاطّا من كرامتهم، في غياب تام للوزارة الوصية، خاصة مع قيام بعض المؤسسات الخاصة الأخرى بمبادرات تضامنية لقيت استحسانا في زمن كورونا.

وفي هذا السياق، استنكر رئيس جمعية آباء وتلاميذ المؤسسة المتواجدة بطريق إيموزار، في شريط صوتي نتوفر على نسخة منه، هذه الطريقة في التعامل من طرف إدارة المؤسسة، واصفا طلب، هذه الأخيرة، ملأ هذه الاستمارات وتقديم وثائق إدارية وبنكية شخصية، بالتصرف الاستفزازي المهين لكرامة الآباء.

وفي تفاصيل القضية، أوضح رئيس جمعية الآباء بهذه المؤسسة الخاصة، في الشريط ذاته، أن جمعية الآباء قدمت مقترحات في إطار مبادرة هادفة لتجاوز المشاكل العالقة والخاصة بتسوية أداء واجبات تمدرس الأبناء في ظل “جائحة” كورونا، مشيرا إلى سياسة التجاهل واللامبالاة التي نهجتها إدارة المؤسسة اتجاه هذه المبادرة.

وأكد المصدر نفسه، على أن الحوار شمل أيضا مؤسسات أخرى تابعة لمجموعة مدارس (ي) بكل من فاس وبرشيد والقنيطرة والدار البيضاء، “غير أننا لم نتوصل بأي رد بعد مرور أزيد من أسبوعين، رغم أن المسؤولين قدموا وعودا بالتفاعل في ظرف 48 ساعة”، يضيف ممثل جمعية الآباء.

وتابع المتحدث نفسه أن إدارة المؤسسة بفاس عمدت، بعد إغلاق قنوات الحوار، إلى توزيع استمارة من 4 صفحات على الآباء وإرفاقها بطلب مجموعة من الوثائق الشخصية، نتوفر على نسخة منها، مؤكدا أن المؤسسة أمرت الآباء، في خرق سافر للقانون، بتقديم وثائق خاصة بالعمل وبالأجرة وبالمعاش، إضافة إلى طلبها معلومات بنكية شخصية.

“طلب الإدارة لهذه الوثائق، يقول رئيس جمعية الآباء، “حكرة” وإهانة واستفزاز خطير لكرامة آباء التلاميذ”، مشيرا إلى الرفض التام الذي قوبل به هذا الإجراء.

وشدد المصدر ذاته، من خلال الشريط الصوتي، على أنه لم يسبق لأي مؤسسة ولا هذه المدرسة أيضا أن طالبت بهذه الوثائق في بداية الموسم الدراسي، قبل أن يتساءل عن الدواعي لطلبها الآن، موضحا أن هناك من يدرس أبناءه بهذه المدرسة لأزيد من 10 سنوات ولم يسبق أن طُلب منه هذا الطلب الغريب.

“نحن لا نطلب الصدقة من أحد، حتى تمتهن كرامتنا”، يزيد ممثل الآباء بغضب، مشددا على أن الآباء لم يسبق لهم أن تأخروا عن تأدية واجبات تمدرس أبنائهم، “حتى شهر يونيو، نؤدي واجبه كاملا بالرغم من عدم استفادة أبنائنا من التمدرس فيه”، يستطرد المتحدث.

واستغرب رئيس الجمعية في تصريحه من جشع أصحاب المدارس وغياب روح الوطنية والتضامن لديهم، قبل أن يسترسل في حديثه: “جلالة الملك فضل حياة مواطنيه ومصلحتهم على الاقتصاد، في الوقت الذي يتصرف فيه أرباب بعض المدارس بطمع وبدون أخلاق”.

وفي ختام تصريحه “الناري” لم يفت رئيس جمعية الآباء التنويه والإشادة بعمل الأساتذة الذين عملوا، بإمكانياتهم الخاصة، على تقديم الدروس ومواكبة التلاميذ في هذه المحنة.