جدل مشاركة “وفد وازن” في حفل اختيار “مليحة العرب”.. جماعة فاس متهمة بـ”تبذير” المال العام ودعوات لعدم المشاركة

أعلن الفريق الاستقلالي في المجلس الجماعي لفاس انسحابه من الوفد الذي سيشارك في “أشغال” مهرجان للسياحة العربية في القاهرة، والذي يرتقب أن يعرف “نشاطه” اختيار “مليحة العرب”، وفق تعبير المصادر التي تحدثت لجريدة “الديار” حول الموضوع، وذلك في إشارة منها إلى اختيار “ملكة جمال العرب”، حسب ما هو مضمن في برنامج هذا “النشاط” المثير للجدل، والمرتقب لنهاية شهر شتنبر الجاري (الوثيقة).

الفريق الاستقلالي، وهو من مكونات التحالف الرباعي المسير، تحدث عن عدم اقتناعه بـ”القيمة المضافة” التي سيحققها هذا السفر لجماعة فاس وقال، في مراسلة رسمية موجهة للعمدة البقالي نتوفر على نسخة منها، بأنه لا يرغب في إثقال ميزانية الجماعة، لكنه تحدث أيضا عن الغموض الذي يلف طريقة تدبير ملف “نشاط” قالت المصادر إنه “فجر” صراعات طاحنة بين مجموعة من الأعضاء والعضوات الذين تمسكوا بالمشاركة، وأكدوا على حرصهم الشديد لزيارة مصر لـ”المساهمة” في “تفعيل” ما أسمته المصادر بـ”ديبلوماسية موازية” غير عادية.

وطبقا لمصادر مطلعة، فإن ما وقع في المجلس الجماعي لمدينة فاس حول المشاركة في هذه “التظاهرة” يستحق أن يروى، ليسجل التاريخ “العبث” الذي صار العملة الرائجة في تدبير مدينة فاس، وفق تعبيرها.

فبعد التوصل بالدعوة، تم الاتفاق على إرسال 6 مستشارات جماعيات، ونص “تقسيم الكعكة” على أن تشارك كل مستشارة عن كل حزب، لتطفو “الصراعات” و”المناوشات” على السطح، ما دفع المشرفين على المشاركة إلى رفع تمثيلية فرق الأغلبية إلى 8 عضوا، ثم إلى 12 عضوا.

“لكن غضب الراغبات في المشاركة لم يتوقف، حيث وصل خبر المهرجان إلى مجالس المقاطعات، وأبدى عدد من المستشارات في هذه المجالس رغبتهن في المشاركة أيضا، ليصل العدد الإجمالي للطلبات إلى 22 مستشارة، مع التحفظ على مشاركة مستشارة من الأحرار، وجدت بجانبها “مدافعا شرسا” عن حقها في المشاركة من نواب الرئيس”، تورد المصادر نفسها.

المصادر قالت إن هذا الحماس في الانخراط في هذا المهرجان يكرس “المتاهة” و”العبث” في تدبير الشأن العام المحلي، وأوردت بأن الأمر يستدعي تدخل الجهات المعنية بمراقبة تدبير عمل الجماعات، وصرف المال العام، لأن الأمر يشكل “فضيحة” إذا ما تم المرور فعلا إلى المشاركة في مهرجان يبدو أنه لا إشعاع له، ولا يمكن أن تنتظر منه المدينة أي قيمة مضافة، على رأي الفريق الاستقلالي بجماعة فاس.

وعن الجهة المنظمة لهذا المهرجان، ذكرت المصادر بأن الأمر يتعلق بشركة خاصة يوجد أعضاؤها في مصر. وقامت هذه الشركة بتوجيه عدد من الدعوات لمؤسسات منتخبة، محليا ووطنيا، وجاء في إحدى هذه الدعوات التي اطلعت الجريدة على نسخة منها، بأن أصحاب الشركة يرغبون في اختيار المغرب كضيف شرف لهذا المهرجان في دورته السادسة عشر.

وأضافت الدعوة بأنه ستقام له ليلة مغربية بعنوان” المغرب: مملكة السياحة والفنون”. وقالت إن هذه الليلة سيحضرها وزراء مصريون وسفراء من دول عربية وكبار شخصيات الدولة وباقة من نجوم الوطن العربي، وتغطيات إعلامية غير مسبوقة، بحسب تعبير الدعوة.

ولم يفت مصادر جريدة “الديار”، رفضت الكشف عن هويتها، دعوة المسؤولين على جماعة فاس إلى وقف هذه “المهزلة” والانخراط الجدي في تدبير أمور المواطن الفاسي بدل التركيز على الحفلات و”السفريات”.