قطارات الخليع.. أو عندما يتحول السفر من فاس إلى “قطعة من جحيم”

السفر من فاس على متن قطارات الخليع صار أشبه بـعبور “الصحراء”، إنه “قطعة من الجحيم”، يقول مسافرون على متن القطار “أطلس” رقم 124، أمس الخميس، المتوجه إلى مراكش.

معاناة طويلة، في درجة حرارة مرتفعة، وبتفاصيل تدين قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية وتطرح مسألة الأعطاب المرتبطة بتدبير الرحلات، وما يرتبط بها من ضعف التجهيزات والبنيات السككية، وفي وقت تروج فيه إدارة المكتب لمشروع القطار الفائق السرعة، عاشها مغاربة وأجانب واستمرت على طول السكة الرابطة بين فاس والدار البيضاء.

فماذا حدث بالضبط؟

كان من المفترض أن ينطلق القطار من محطة فاس على الساعة الواحدة و40 دقيقة بعد زوال أمس الخميس، لكن القطار تأخر عن الموعد المحدد. وتدخل الصوت في الأعلى كما كل مرة، ليخبر المرتفقين بأن الرحلة ستتأخر لما يقرب من نصف ساعة.

والسببن حسب الصوت القادم من أعلى، هو انتظار القادم من وجدة ليقل المسافرين المتوجهين إلى اتجاه مراكش.

لكن هذا القطار لم يدخل المحطة إلا بعد مرور ما يقرب من ساعة، أي أن القطار رقم 124 انطلق على الساعة الثانية و40 دقيقة بعد الزوال، وهو الوقت الذي يفترض فيه أن ينطلق فيه القطار الموالي للرحلة المتأخرة.

عندما دخل القطار محطة مكناس الأولى انطلقت الفصول الأولى من حصة “التعذيب” بعد صعود المسافرين الذين كان من المفروض أن يركبوا القطار رقم 124، ومعهم أيضا الذين كانوا ينتظرون القطار رقم 142 والذي كان من المفترض أن ينطلق على الساعة 14 و40 دقيقة من مدينة فاس.

القطار سيشهد الكثير من الفوضى بسبب الاكتظاظ. ودخل مسافرون في نزاعات حول المقاعد، لتوفرهم على نفس ترقيم العربة والمقعد، ترقيم مزدوج بسبب جمع رحلتين في رحلة واحدة. واضطر العشرات من المرتفقين في ظل هذا الوضع إلى ركوب الرحلة وقوفا، ومن ضمنهم مسنون وأطفال ومرضى وأسر بأكملها، وفي درجة حرارة ملتهبة.

والمثير أن هذا الوضع، الذي كانت جريدة “الديار” شاهدة عليه، تكرر في جميع محطات الوقوف بيم مدينتي فاس والدار البيضاء.

فهل ستتدخل إدارة ربيع لخليع لتصحيح أعطاب قطاراتها واحترام الحد الأدنى من كرامة المرتفقين الذين يؤدون أثمنة ملتهبة للسفر، لكنهم يعيشون رحلات طعذاب”؟.