“كلاشات” على هامش “اختلالات” برنامج “أوراش” بفاس.. الودغيري يدافع عن الضويو والموفق: “كفى من الخزعبلات”

لم يهدأ بعد الجدل الذي خلفه تدبير انتقاء الجمعيات المستفيدة من برنامج “أوراش” بمدينة فاس، رغم المحاولات، التي قام بها رئيس مجلس عمالة فاس بالنيابة، عبد المجيد الضويو، للدفاع عن اللجنة “التقنية” التي اشتغلت على الملفات وفق شروط محددة، حسب تعبيره.

وانبرى طارق الودغيري، “رفيق” الضويو في حزب “الأحرار” ونائبه في مجلس العمالة، لـ”مدحه”. وقال في تدوينة نشرها في حسابه “الفايسبوكي” إن “السيد عبد المجيد الضويو، رئيس مجلس عمالة فاس بالنيابة وجميع أعضاء لجنة برنامج أوراش مشهود لهم بالجدية والوضوح والكفاءة  وكون السيد الضويو يوجد في هدا البرنامج لا يلغي أو ينسينا أنه فقط أحد أعضاء اللجنة والقرار ليس له وحده بل هو قرار جماعي”.

الودغيري، الذي سبق له أن وجد نفسه وسط موجة من الانتقادات بسبب “جمع صحفي” لـ”تغطية” مرتبطة بـ”نشاط” جمعية تقدم نفسها على أنها تحارب الفساد، دافع عن “المعايير” التي اعتمدتها لجنة الانتقاء بمجلس عمالة فاس، معتبرا بأن من أسماهم بـ”السياسيين والجمعويين الجادين” يتطلعون دائما لأن “يساهموا” في “إنجاح مشاريع وبرامج يستفيد منها شبابنا”، قبل أن يضيف بأن برنامج “أوراش” جاء لـ”يغطي جزء من الاحتياج للشغل الذي يعاني منه الكثيرون في هذه المدينة”.

لكن الودغيري لم يقف عند هذا الحد. فقد انبرى لمهاجمة الفاعلين الجمعويين المنتقدين لطرق تدبير البرنامج على مستوى المدينة، واعتبر بأن الأمر يتعلق بـ”تشويش” تارة، و”مزايدات” تارة أخرى. وهو نفسه الكلام الذي ردده رئيس مجلس عمالة فاس بالنيابة عندما اعتبر بأن جزء كبير من وسائل الإعلام تقدم صورة “قاتمة” عن المدينة، ودعا الصحفيين إلى “تغيير المقاربة”، في إشارة إلى أنه وعدد من المسؤولين يريدون، ربما، “أبواقا” إعلامية تمتح من خطاب “التمجيد” و”التغني بالإنجازات والبطولات الوهمية” وينشر صور الرؤساء ويكتب عنهم قصائد “المدح”، عوض إعلام جدي وملتزم يمارس وظائفه المركزية والمتمثلة في الإخبار والمواكبة والتثقيف والرقابة.

وفي مواصلته “كيل المدح حد المبالغة”، حسب متتبعين، قال الودغيري جازما إن برنامج  “أوراش بعيد كل البعد عن أي خروقات والجمعيات التي اختارتها اللجنة تتوفر فيها جميع الشروط المطلوبة”، ثم زاد في القول إنه بصفته نائبا لرئيس المجلس وكجمعوي،  فهو يشهد بأنه عاين “عن قرب   السيد الضويو ..كافح وتعب بمعية جميع أعضاء اللجنة من أجل تسريع وتنزيل البرنامج بكل شفافية”.

المنتقدون قالوا باستهزاء إن ساكنة المدينة مطالبة بأن تنظم حفلا مفتوحا لـ”تشكر” الرئيس بالنيابة وجميع أعضاء اللجنة، على “التعب” و”الكفاح” من أجل تنزيل برنامج “أوراش”، خاصة، والكلام على لسان نائبه في المجلس، إذا ما “علمنا أن عدد الشباب الذي سيشتغل في برنامج أوراش سيبقى نفس العدد ولن ينقص أو يزيد سواء بجمعية عمر أو جمعية زيد لأنها فقط وسيطة. أما المستهدف الأول والأخير فهو الشباب الفاسي الغير مسجل في الضمان الاجتماعي”.

المهدي الموفق، الفاعل الجمعوي والناشط في شبكات التواصل الاجتماعي، لم يطل في الرد على الودغيري، وقال إن الأمر يتعلق بـ”خزعبلات”، بل إنه شكك في أن يكون نائب رئيس مجلس عمالة فاس هو من يقف وراء كتابة ما كتبه.

وخاطب الموفق الودغيري، في تدوينة، بالقول: ” سير تكمش.. وكفى من الخزعبلات، حرية الرأي والتعبير مكفولة في جميع المواثيق الدولية والوطنية، لكن بما أنهم كيكتبوا لك لا حرج عليك..”.

ولا يزال الجدل مستمرا بشأن اللوائح المسربة للجمعيات المستفيدة من البرنامج والتي يظهر لعدد من الفاعلين المحليين بأنها غير معروفة، ولا أنشطة في الميدان لها. ولا تزال أيضا التساؤلات المرتبطة باستفادة عدد منها من أكثر من مشروع يثير الجدل، كما يثيره أيضا اتهام حزب التجمع الوطني للأحرار بـ”استغلال” البرنامج من أجل توزيع “الدعم” على جمعيات قريبة، واستمالة جمعيات أخرى “صغيرة” لاعتبارات انتخابية.