استنكرت “تقاعس” السياسات العمومية.. فعاليات جمعوية تطلق مبادرة لمساندة ضحايا حرائق جبال تاهلة

لدعم ومساندة ضحايا حرائق غابات تاهلة-تازة، أعلنت جمعية أدرار للتنمية والبيئة، عن إطلاق دينامية مدنية “تمورث” لدعم ومساندة ضحايا حرائق بجبال تاهلة–تازة، تتكون من عدة فعاليات جمعوية محلية وإقليمية ووطنية، تحت شعار “جميعا من أجل مساندة مواطنينا بالجبل”.
وبعد تسجيلهم/ن مشاعر التضامن والأسى تجاه الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت ساكنة المنطقة، عبر أعضاء الدينامية على استعدادهم/ن للعب دورهم من خلال المنطلقات التي يمنحها الدستور المغربي للمجتمع المدني خاصة الفصل 12 و تجسيد قيمتي التضامن والتآزر التي يجب أن تسود ضرورة بين سكان الإقليم والجهة والوطن الواحد خاصة في لحظات الكوارث الطبيعية، مثل الحرائق التي طالت المنطقة منذ الرابع عشر يوليوز، بحسب ما ورد في نص الإعلان.
هذا وسجلت دينامية “تمورث” أن الحرائق التي التهمت ما يناهز 500 هكتار من الغابات، وأتت على محاصيل الفلاحين وعلف بهائمهم ومساكن العديدين منهم، جاءت لتفضح مرة أخرى طبيعة السياسات العمومية المتقاعسة تجاه المناطق الجبلية، ولعل كل من مر بهذه المنطقة وبدواويرها التي كانت مسرحا لكارثة الحريق، يضيف الإعلان، ستنتابه الدهشة من المفارقة الكبيرة بين المؤهلات الطبيعية والبيئية والفلاحية التي تزخر بها المنطقة من جهة والنقص الفظيع في البنيات التحتية وسيادة الاقتصاد المعيشي التقليدي.
“وبالرغم من تعدد المؤسسات المتدخلة أو بالأحرى المفترض تدخلها في العمل التنموي محليا، بدءا بالجماعات الترابية محليا إقليميا وجهويا وبممثلي إدارة المياه والغابات، والمصالح الحكومية الخارجية والمركزية…الخ، يبقى سكان هذه الدواوير يعيشون على إيقاع إهمال كبير من جهة واعتماد على الذات من جهة أخرى. فلا يمكن للساكنة أن تتصور أن سدا مائيا مثل سد باب لوطا والذي يزود إقليمي تازة وكرسيف بالماء الشروب على بعد 70 كلم و 120 كلم تقريبا، لكنه لا يقدم نفس الخدمة العمومية الضرورية والحياتية لهم ولدواويرهم على بعد بضعة كلمترات فقط، ليعيشوا على إيقاع ندرة المياه ومعاناة يومية لهم ولأبنائهم”.
وانطلاقا من كل ما سبق، أعلنت دينامية “تمورث” عن مطالبتها الحكومة المغربية اعتبار المنطقة “منطقة منكوبة” وتحمل مسؤولياتها وفقا لما تقتضيه الوضعية على هذا المستوى. ومطالبتها السلطات المحلية والجماعات الترابية (محليا، إقليميا وجهويا) وغرفة الفلاحة بالتحرك العاجل والضروري لحل إشكالات الماء والكهرباء وأعلاف المواشي لتستطيع الساكنة العودة لجزء من حياتها اليومية المعتادة في هذا الفصل الحار.
كما طالبت بإخراج قانون الجبل لحيز الوجود وتحقيق عدالة مجالية عبر سياسات عمومية خاصة، تمكن هذه المناطق من الاستفادة من تنمية مناسبة لطبيعتها ومجالها، قبل أن توجه نداءها لأبناء المنطقة وباقي المواطنين والمواطنات المغاربة المشاركة في عملية دعم ومساندة الساكنة كنوع من التعبير عن التضامن والتآزر مع الساكنة ولإعادة معالم الحياة العادية لدواويرهم.
“وفي الأخير نناشد فعاليات المجتمع المدني بإقليم تازة ودائرة تاهلة العمل على إنجاح هذه المبادرة التضامنية والالتحاق بها خدمة لمصلحة الضحايا ولفائدة الصالح العام”، يخلص المصدر.