“زهرة اللارنج” أول رواية للتاوناتية حسناء شهابي

راقصت التاوناتية حسناء شهابي، الجسد الأنثوي في صور ومشاهد فاتنة تضمنتها روايتها “زهرة اللارنج” الصادرة حديثا في 193 صفحة من الحجم المتوسط، عن دار النشر التوحيدي. وهي أولى إطلالاتها على المشهد الأدبي المغربي في تجربة تروم فيها تثبيت اسمها فيه بعد تجربة طويلة في كتابة المقالات الصحفية الاجتماعية والخواطر الأدبية ونشرها ببعض الجرائد والمواقع الإلكترونية.
وفتحت حسناء في هذه الرواية المكتوبة باللغة العربية، نافذة على الجسد الأنثوي شخصية أساسية تطل منها وعبرهاوعلى تفاصيل مغامرة إبداعية نسائية تفتح بجرأة شقا في جدار الطابوهات “ليتسرب النور والأمل… ولتشرق أشعة الشمس على شجرة اللارنج”. فلم تختر للنفاذ لقلب القارئ، غير سفر لأنثى دام سنوات في رحاب الواقع والخيال لاسترجاع الأمكنة والأزمنة ليس على شكل سيرة ذاتية محضة إنما نقلا لصور يحبل بها الواقع بتجليات وتفاصيل مختلفة نسبيا.
“زهرة اللارنج” ليست فقط رواية، إنما هي رحلة امرأة تبحث بين دروب الكلمات واللغة عن عوالم التحرر وأسرار الجسد، من خلال سرد شديد المتعة والتشويق لحكايات نسائية مليئة بمواقف وطرائف ومغامرات من سجلات العشق، وما اصطدمن به من حواجز مجتمعية مختلفة ومتنوعة، لم تحد من انطلاق الجسد تعبيرا عن نفسه وانتفاضة منه على واقع يغلف العشق بما ليس فيه.
“وظل يتأمل الفستان الأحمر الحريري القصير، يهامس مفاتن ملابسها الداخلية في سرها وما ملابسها الداخلية إلا مشانق عشق فوق جبال ردفيها، فهمس بضعف:
-جسدك ملتف حول عنقي… اقضي عليه حتى لا أرى امرأة غير”.. هكذا تعبر حسناء عن الجسد الأنثوي الملهم لها في هذه الرواية.
صفحات هذه الرواية خليط ذكي بين الكلام عن الجسد والاحتفاء به واكتشاف تجلياته وأسراره وما تخفي أعماقه من مشاعر وكنوز. كل ذلك تقدمه حسناء شهابي ابنة إقليم تاونات، في سردية شاعرية حميمية وعبر أسلوب يراوح بين بوح العشق وعشق البوح، بهواجس كونية خاصة وترانيم وجودية عميقة وتعابير شاعرية مفعمة.