حافلات جمهور “الماص” تغير مسار عودتها.. هذه حصيلة شغب ملعب الرباط
اضطرت حافلات تقل جمهور المغرب الفاسي لكرة القدم، مساء اليوم الأحد، لتغيير طريقها المعتاد خوفا من ردود فعل أعنف من جمهور الجيش الملكي بعد أحداث العنف التي عرفتها مباراة الفريقين بمركب الرباط برسم سدس عشر نهاية كأس العرش، التي فاز فيها الماص بهدفين نظيفين ليعبر إلى الثمن.
وانتظر الجمهور الفاسي طويلا في الملعب إلى حين إخلاء محيطه من الجماهير العسكرية الغاضبة، قبل نقله في الحافلات التي أقلته من فاس صباحا بعدما أمنت المصالح الأمنية مغادرته ووصول تعزيزات إضافية بعدما هاجم جمهور الجيش نظيره الفاسي واقتحم أرضية الملعب دون أن تسلم عناصر القوات العمومية من العنف والرشق بالكراسي والأعمدة الحديدية ليتواصل الشغب خارجه، دون أن يسلم البعض من السرقة بمن فيهم مراسلة موقع إلكتروني نشل هاتفها.
وقالت المديرية العامة للأمن إن العمليات الأمنية التي باشرتها ولاية أمن الرباط أسفرت عن ضبط 160 شخصا بينهم 90 قاصرا للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب وحيازة أسلحة بيضاء والسكر العلني البين والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعامة، وإضرام النار عمدا في مركبة.
وتحدث بيان للمديرية عن إصابة 85 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، بينهم 63 مصابا تم نقلهم للمستشفى الجامعي ابن سينا، و14 مصابا تم الاحتفاظ بهم بمستشفى التخصصات، و8 مصابين تم نقلهم للمستشفى العسكري بالرباط، حيث يشرف طاقم طبي من مفتشية مصالح الصحة للأمن الوطني على متابعة عملية استشفائهم وتمكينهم من المساعدات الطبية اللازمة.
ورصدت مصالح الأمن أيضا إصابة 18 عنصرا من القوات المساعدة بجروح وكدمات ورضوض، و57 من الجمهور بإصابات مختلفة، من بينهم 34 مصابا تم إسعافهم بعين المكان من طرف الطواقم الطبية والتمريضية، بينما تم نقل باقي المصابين لمختلف المؤسسات الاستشفائية بالرباط.
سجلت مصالح الأمن إلحاق خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإضرام النار في دراجة نارية، وتعييب وتكسير 33 مركبة وناقلة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وسيارات أخرى في ملك الخواص كانت مستوقفة بالفضاءات الخارجية للملعب.
وتم إخضاع جميع الموقوفين لإجراءات البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد من الموقوفين في أعمال الشغب المرتكبة، وتشخيص كافة المساهمين والمشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، كما تتواصل عمليات مراجعة جميع كاميرات المراقبة لتحديد وتشخيص كل من ثبت تورطه في اقتراف أعمال العنف والشغب التي أعقبت هذه المباراة.
و استنكر الجميع أحداث العنف التي تسبب فيها الجمهور العسكري الذي لم يرضى بهزيمة فريقه وإقصائه من دور ثمن كأس العرش وفي عقر داره.
وأكدت المصادر أن أحداث الشغب واقتحام الجمهور العسكري أرضية الملعب، سبقته مناوشات واستفزازات بينه والجمهور الفاسي خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وبين المشجعين وأشخاص محسوبين على جمهور الفريق، مستغربة امتداد المناوشات إلى ما بعد السيطرة على الوضع وإبعاد الجمهور، بعدما أطلقت بعض الصفحات الفيسبوكية تهديدات إحداها حذرت الجمهور العسكري من زيارة فاس لاحقا تحت ذريعة الاغتصاب والاعتداء الجسدي والجنسي.